د.محمد خيري آل مرشد يُخوِّف الكثيرون بأقلامهم المسمومة من مستقبل سوريا ، وخصوصا مستقبل الأقليات فيها ناسين أو متناسين أن من حكم سوريا في العقود الأخيرة هم من الأقليات أولا. كما يخوفون من الإسلاميين القادمين، وكأنهم ليسوا من هذا الشعب، وأنا لست منهم، لكنني من دعاة المشاركة الإيجابية لجميع الفئات. وكل حزب المعيار هو إخلاصه الوطني الذي له مؤشرات ودلائل عملية خاصة في وقت المحن ومنها هذه الثورة والكفاءة. ولكن لنقل كلمة في مزاعم المخوفين و»المتخوفين» على مستقبل الأقليات في سوريا. لقد لعبت كل مكونات الشعب السوري الدينية منها والقومية سابقا دوراً أساسيا وفاعلاً في بناء سورية على مر التاريخ، فتعايشت كل مكونات الشعب السوري – دون تفرقة أو تمييز- سلميا، بل وبمحبة دون أي نوازع قومية أو إثنية أو طائفية لآلاف السنين. فلا يوجد بين السوريين حروب أو خصومات أو ثارات سابقة، خاصة قبل حكم عصابة حافظ وابنه بشار الذين لعبوا على وتر الطائفية المقتة وما يزالون، محاولين تكريسها لأنها مخرجهم الوحيد للاستئثار بالحكم وخيرات البلاد وكل الميزات التي تتبع الديكتاتورية. إن درجة الوعي العالي والتسامح الكبير بين أطياف الشعب السوري ، شكل لدى السوريين قيما مشتركة تكاد تتميز بها عن كل دول الجوار في المواطنة و المساواة، فجميع السوريين انصهروا في هذا الوطن، ولعبوا مجتمعين دورا إيجابيا متكاملا في الاستقلال وفي بناء الدولة، كما أنهم عانوا جميعا من الظلم السياسي والقمع على أيدي عصابة البعث منذ نشأته الإقصائية عام 1946 وحكمه الفعلي أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، ولو بنسب متفاوته معلومة، إلا أن هذا الظلم والاضطهاد والقهر استفحل ضد الإنسان السوري أثناء حكم المجرم حافظ وابنه بشار. وسمعت من المغرضين عن تقسيم سوريا لدويلات صغيرة تتبع كل منها لقومية أو طائفة، فنقول لهؤلاء المغرضين إن أحلامهم المبنية على أهوائهم لن تتحقق لما سبق من أسباب تخص التعايش السوري المتأصل والمتجدر، كما إنه ليس هناك مناطق جغرافية واسعة مخصصة لمكون ما من مكونات الشعب السوري نظيفة من باقي المكونات. فالتداخل البشري الجغرافي بشكل عام هو القيمة السائدة مع بعض الاستثناءات الخفيفة التي لا تسمح بحال من الأحوال إنشاء دولة عليها لظروف داخلية وخارجية. وإذا ما تكلمنا عن الثورة السورية المباركة حاليا، والتي تهدف إلى إزاحة اللانظام والإطاحة بعصابة بشار وزبانيته، وبكل ما أتت به هذه العصابة المجرمة من مصائب على كل الشعب السوري دون استثناء، نستطيع القول إنه هناك مشاركة لكل أطياف الشعب السوري ومكوناته في هذه الثورة وإن كانت متفاوتة ولأسباب معلومة أيضا من تخويف اللانظام لهم من الغد المجهول أو من ألسنة خارجية مغرضة لا تريد خيرا لسورية الغد.. كما أننا لا نسمع أصوات تفرقة أو استنكار عاليين تستهجن أو تخون أو تدعو لإقصاء أحد هذه المكونات. مع بعض الاستثناءات طبعا التي لا تعبر إلا عن أنفسها وهي قليلة جدا. وإن كان هناك بعض العتب فهو مقبول ومشروع لأنه يجب أن يتشارك الجميع بشكل أكبر في هذه الثورة للتخلص السريع من هذه الفرقة المارقة المجرمة وبناء سورية الحديثة على أسس ديمقراطية تقوم على العدل والمساواة. فقضية الأقليات ومخاوفها هي من صنع الإعلام المغرض أولا وأخيرا، والذي تقف خلفه قوى معروفة تستخدمها شماعة لتبرر تخاذلها المفضوح عن مساندة ومساعدة الشعب السوري لنيل حريته وكرامته، كما أنها أهم ركن من أركان اللانظام لاستمراره وإعطاء عصاباته المجرمة وشبيحته المبررات لكي تمعن أكثر في القتل والتنكيل والإجرام بحق الشعب السوري. فنقول يجب على جميع الأحرار والشرفاء من أبناء الشعب السوري العظيم من جميع مكوناته الالتحاق والمساهمة الفاعلة والانخراط بهذه الثورة المباركة، لكي يسهموا ويشتركوا في تكوين وتشكيل النصر القادم بإذن الله قريبا، والذي أصبح قاب قوسين أو أدنى وأن لا ينتظروا إلى نهاية المعركة، فالغنائم لا شك أنها توزع على المحاربين لا المتفرجين فمن ما يزال في داره أو أقليته ينتظر، فعليه ألا ينتظر كثيرا فالمعركة في نهاياتها والكل نادى ورحب بمشاركة كل الأقليات والإثنيات الموجودة على التراب السوري في هذه الثورة التاريخية الأسطورة.