من المؤكد بإذن الله، أنّ نجاح الثورة السورية العظيمة، ضد الطغيان والتسلط والإجرام، سيكون قريباً جداً من أحاديث الماضي، إذ لا يختلف عاقلان على حتمية انتصار هذه الثورة المباركة، ثورة الحرية والكرامة، حيث لا قوة إلا قوة الحق، فهو الأقوى دائماً، وهو المنتصر دائماً، كما أنه لا مجد إلا بالتضحية، فالثورات العظيمة تقدم التضحيات العظيمة، وهذه الثورة المباركة، سطرت أنبل وأخلص آيات العطاء والتضحية والفداء، وقد شهد لها العالم أجمع، وكل المختصين والخبراء، وأهل الرأي، وقد شهد لها العدو والمتربص بها قبل الصديق. إذن النصر آت لا محالة، بإذن الله تعالى، ولم اقرأ لأحد، إلا وأكد على حتمية انتصار هذه الثورة الأسطورة، وحتى أزلام اللانظام، يقرون وينادون بالتفاوض، أي أنهم يعون قرب انتصار هذه الثورة العظيمة، فيريدون أن يحصلوا ولو على أي مكسب، لكن هيهات هيهات أن يساوم الشعب على حريته وكرامته بعد كل هذه المجازر، فالموت أهون عليه، ولن يخون السوريون دماء الشهداء، ولن يتسامح أحرار الشعب السوري مع المجرمين وأعوانهم، الذين استباحوا البلاد، وانتهكوا حرمات الله والعباد، هؤلاء المجرمون، أين سيهربون؟ وما النصر إلا من عند الله! والله سبحانه وتعالى وعد بالانتصار للمظلومين والصابرين على أعدائهم، فلا يمكن أن يخلف الله وعده، جل في علاه، بل هو الحق سبحانه، وقوله الحق. وبما أن هذه الثورة الأسطورة المباركة لها خاصيتها، فهي اختصت بالاستمرارية والتحدي والعطاء والفداء والتضحية، والإصرار على انتزاع الحرية من مغتصبيها، أولئك المجرمون الذين اغتصبوا كل شيء، وأهدروا كرامة الناس في كل موقف، وعاثوا في الأرض فساداً لعقود متطاولة. ولقد علمنا التاريخ، أنّ المنتصرين هم المؤمنون بمبادئهم، الذين لا يساومون عليها، وبما أنّ اللانظام، وعصابة بشار، هم الآن في عزلة إقليمية ودولية تامة، وهم يتخبطون بين قبول ونقض المبادرات، لكسب بعض الوقت، عسى أن يتدبروا أمرهم! فاللانظام اليوم في مأزق أكثر من أي وقت مضى، وفي أضعف حالاته، وكما تعلمون، لم يعد يسيطر على البلد إلا بشكل جزئي، وأنّ الجيش السوري الحر بدأ يأخذ زمام المبادرة، مكبداً عصابة بشار وأزلامه الخسائر الفادحة، ناهيك عن استنزاف قدرات كتائب بشار وعصابته المجرمة. ولا ننسى الأعداد الكبيرة من المنشقين الشرفاء، وقد أضحت تلك، ظاهرة يومية شريفة، وهناك الكثيرون يتحينون الفرص للانضمام للجيش السوري الحر. إذن النصر آت، وقريب بإذن الله تعالى، ولن يتشرف بهذا الشرف، شرف النصر، إلا الأحرار من أبناء شعبنا العظيم، حيث لا مكانة بيننا بعد ذلك للمتخاذلين والمتعاونين وأزلام عصابة بشار. ولا نستثني منهم الصامتين أو المتفرجين، ونقولها بصراحة تامة، إنّ من يقررون مستقبل هذا الوطن، هم أحرار هذا الوطن، الذين دفعوا الثمن غاليا، فلا تطلبوا المشاركة والاستفادة من شيء أنتم وقفتم ضده، أو تخاذلتم عن نصرته، فلا قوة إلا قوة الحق، ولا مجد إلا مجد التضحية، ولا نامت أعين الجبناء.