عادت ظاهرة انتشار باعة الألعاب النارية و»الطراطيع» إلى الظهور مجدداً تزامنا مع دخول شهر رمضان الجاري، فيما اتخذ مروجو هذه الألعاب من الأسواق المركزية ومراكز التسويق الصغيرة داخل الأحياء السكنية مكاناً لتصريفها وبيعها لصغار السن، غير مبالين بالأنظمة والتعليمات التي تشدد على خطورة انتشارها بين الأطفال. وتحدثت «الشرق» إلى عدد من باعة «الطراطيع» في سوق الطائف المركزي، الذين أكدوا أنهم يقومون ببيعها في الخفاء بعيداً عن أنظار الرقابة ورجال الأمن، وقال البائع عبدالله: إنه بدأ ممارسة البيع والشراء في مجال الألعاب النارية منذ أكثر من عشرة أعوام، مشيرا إلى أنه يحقق في كل عام دخلاً يزيد عن 250 ألف ريال، نتيجة الإقبال الكبير على شرائها من قبل الأهالي، وخصوصا الأطفال. وبيّن عبدالله أنه يشتري الألعاب النارية بجميع أنواعها من موزعين في محافظة جدة، فيما يعمل بدوره على تصريفها عن طريق موزعين داخل الأحياء السكنية في الطائف بعد الاتفاق معهم على نسبة ربح محددة. وعن ملاحقة رجال الأمن والدفاع المدني قال إنه تعرض عدة مرات لمصادرة بضاعته من الألعاب النارية، وأضاف، «نقوم باتباع أساليب معينة لتخفيف الخسائر من ضمنها إنزال كميات قليلة ومحاولة اصطياد الزبائن والذهاب بهم إلى خارج الأسواق بعيداً عن أماكن وجود رجال الأمن». وفي السياق ذاته، شرعت شرطة محافظة الطائف في حملة لملاحقة باعة الألعاب النارية داخل الأسواق والمحلات التجارية، وأوضح الناطق الإعلامي بالنيابة في شرطة الطائف الملازم أول سليم الربيعي، أنه تم تشكيل عدة فرق ميدانية من البحث الجنائي بهدف تعقب باعة الطراطيع والألعاب النارية داخل الأسواق والمحلات التجارية، مشيراً إلى أن السلطات الأمنية تعمل على مصادرة وإتلاف ما يتم ضبطه من قبل لجنة مكلفة بذلك بالتنسيق مع إدارة الدفاع المدني في المحافظة. من جهة أخرى تتابع شرطة محافظة جدة ملاحقتها لباعة الألعاب النارية وفق خطط عمل أعدت بناء على ما يرد من إخباريات المواطنين وما يرصد سريا عن طريق جهات الاختصاص، ومن هذه المواقع دوار البيعة في حي البلد والمحمل والأسواق الشعبية القديمة في باب مكة وباب شريف، حيث تمثل تلك المواقع مصدر التوزيع الأساسي للطراطيع في جدة. وأكد مدير شرطة محافظة جدة اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي أن في استخدام الألعاب النارية من قبل الأطفال خطرا على حياتهم وتعريض حياة الآخرين أيضا للخطر، نظرا لما تحتويه من مواد سريعة الاشتعال، لافتا إلى أن الدوريات الأمنية منتشرة في الأحياء والشوراع للرصد والقضاء على أية ظاهرة تخل بالأمن، داعيا المواطنين إلى ضرورة الإبلاغ عن هؤلاء الباعة حفاظا على سلامتهم وسلامة أبنائهم. من جهته، أشار مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة اللواء عبدالله جداوي إلى أن هناك لبسا لدى بعض الإعلاميين والمواطنين عن دور الدفاع المدني في القضاء على الألعاب النارية، مؤكدا أن مسؤولية القضاء عليها ومصادرتها لا تقتصر على إدارته وحدها، بل يشترك في ذلك العديد من الجهات الأمنية وفق تنظيم متسق فيما بينهم، يحدد من خلاله مسؤولية كل جهة. بائع طراطيع في جدة يعرض بضاعته بائع طراطيع في أحد الأسواق في الطائف (تصوير: عبيد الفريدي) بعض أشد الأنواع خطورة من الطراطيع تعرض على الأطفال