يؤسفني أن أضطر لإعادة نشر مقال نشرته من ثلاثة أعوام لا عجزا وإنما لاستمرار الوضع على ما كان عليه رغم ما كتب!. في كل مرة أذهب فيها إلى باب مكة، والساحات القائمة هناك والشوارع المؤدية إليها يذهلني وقوف العديد من السيارات المحملة بأفظع أنواع الطراطيع التي ينادي الباعة عليها جهارا نهارا، في الوقت الذي تصدر الأوامر عادة بمنع بيع الطراطيع وخاصة الحجم الكبير منها لما يسببه من مآس للغافلين، في الوقت الذي يلهو بها العابثون من المراهقين والأطفال في الحواري وجوار التجمعات على الكورنيش أو الساحات المحيطة بالجامعة، واقرأوا إن شئتم ما نشرته الاقتصادية في العدد 2984 بعنوان: ألعاب نارية تقلب فرحة أعيادنا حزنا، والمستشفيات شاهد عيان». وفي العدد 14288 نشرت «عكاظ» ما نصه: يتفنن تجار الألعاب النارية المحظورة رسميا في جلب العديد من أنواعها إلى السوق المحلية دون رادع أو وازع من دين وأخلاق فالكل يعلم أن زبائن هذه الألعاب النارية والمفرقعات هم من الأطفال وبعض المراهقين العابثين، والغريب في الأمر أن بيع هذه المواد يتم في العلن، بل إن بائعيها يسرحون ويمرحون في أماكن تواجد الناس في الكورنيش والأسواق التجارية والأدهى أن هناك من يسوق لها بالعلن في وسط المدينة في منطقة باب شريف. حيث تجد من ينادي عليك ويستوقفك من دون خوف أو وجل ويعرض عليك بضاعته من الألعاب النارية و «الطراطيع» كما درج على تسميتها محليا، بل تجد العديد منهم ينادون عليها جهارا نهارا وهم يضعون بضاعتهم في الشنط الخلفية لسياراتهم التي تكتظ بأنواع وأشكال مختلفة منها». وتمضي «عكاظ» في نقل ما يجري في الأسواق فتقول: أسعار تلك الطراطيع والألعاب النارية تبدأ من ثلاثة ريالات للصغيرة وتنتهي إلى 100 ريال للطراطيع والألعاب النارية الكبيرة، مما يفسر أنها مطروحة في السوق بشكل كبير وتنافسي ولها أكثر من مورد حسب ما أكده أحد الباعة الذين التقتهم «عكاظ» في سوق باب شريف ورفض تصويره، وقال أنا بائع تفرقة وبسيط ونحن نشتري من أناس آخرين يبيعون بالجملة، وأكد لنا بائع سمى نفسه «محمد علي» أن هناك مستودعا كبيرا به أطنان من الألعاب، ولكن لا يسمح بالدخول إلى تلك الشقة «المستودع» إلا لبعض الموثوق بهم من العملاء». هكذا.. مستودعات ضخمة وأسواق كبيرة في الوقت الذي تصدر فيه الأوامر كل عام بمنع بيع الطراطيع لما تسببه من حوادث ومآس. وكان أول أمر أصدرته الجهات العليا ما نشرته البلاد بعدد يوم 27/2/1381ه وقد جاء فيه: استجابة لما كتبه الأستاذ محمد عمر توفيق في «ذكرى» عن الطراطيع، ولما عاناه الناس من آذاها فقد تبلغ سمو أمير منطقة مكةالمكرمة أمر جلالة الملك المعظم باعتماد مصادرة جميع الوارد من الطراطيع في الجمرك، وإتلاف ما يوجد منها لدى التجار». ورغم مضي نصف قرن أو يكاد.. ورغم استمرار صدور الأوامر بمنع استيراد وبيع الطراطيع، فإنها لا تزال تباع جهارا نهارا.. فما هو السر يا ترى؟ فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة