عزا نائب أول الرئيس وكبير الاقتصاديين لمجموعة الأهلي الدكتور سعيد الشيخ ل«الشرق» ، خسائر قطاع البتروكيماويات في السعودية إلى مشاكل منطقة اليورو وتباطؤ الاقتصاد العالمي ، مضيفا أن تراجع مبيعات الشركات البتروكيماوية السعودية في الأسواق الأوربية والأسواق الناشئة والشرق آسيوية أدى إلى تراجع أرباح هذه الشركات بشكل لافت، وتوقع استمرار مشاكل منطقة اليورو وبالتالي انخفاض أرباح هذا القطاع لأنه مرتبط بشكل كبير بما يحدث في الأسواق العالمية عامة والأسواق الأوروبية والناشئة خاصة. وأشار الشيخ خلال مؤتمر صحفي أمس، لإطلاق تقرير الربع الثالث لهذا العام لمؤشرالأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في المملكة، إلى أن البنوك السعودية حققت أرباحا متميزة بخلاف البنوك العالمية ولم تتأثر بما يحصل في الأسواق العالمية من مشاكل اقتصادية كونها تعتمد وبشكل كبير على الشأن الداخلي ، موضحا أن البنوك تجاوزت الأزمة المالية الخانقة في 2008 ، و بدأت تحقق أرباحا متميزة في 2011 ومازالت كذلك إلى وقتنا الحالي. ولفت إلى أنه لن يتم خفض الفائدة على القروض بسبب إقرار نظام الرهن العقاري، مبينا أن خفض الفائدة تحكمه المنافسة بين البنوك حيث تقوم البنوك بخفض الفائدة على هذا الأساس لكسب أكبر شريحة من العملاء. وأوضح مؤشر الأهلي ودان آند براد ستريت أن 30% من الشركات السعودية التي شملها المسح ونتيجة لهذه التطورات فإن بيئة الأعمال المحلية فيها ستؤثر سلبا على نشاطاتها في الربع الثالث من عام 2012، وقد انعكس ذلك على مؤشري التفاؤل لقطاع خلاف النفط والغاز وللقطاع النفطي، حيث تراجعا بمقدار 15 نقطة و 20 نقطة على التوالي. ولفت إلى أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط خلال الفترة الماضية أدى إلى تدني مكون سعر البيع وبالتالي ساهم ذلك في تراجع مؤشر التفاؤل للقطاع النفطي، إلا أن القراءة المنخفضة لحجم المبيعات مع توقعات تدني الطلب في العطلة الصيفية ساهم هو الآخر في تراجع مؤشر التفاؤل لقطاع خلاف النفط والغاز. وبين أنه بالرغم من تدني مستوى مؤشر التفاؤل بالمقارنة للربع السابق فإن 57% من الشركات التي شملها المسح في هذا القطاع تتوقع الزيادة في حجم المبيعات، كما أن الآفاق الاقتصادية في المملكة لاتزال إيجابية حيث أشار 62% من شركات قطاع غير النفط والغاز بأنهم سوف يستثمرون في توسيع أعمالهم في الربع الثالث مقارنة مع 40% في الربع الثاني للعام الحالي. من جهته، قال المستشار لدى دون براد ستريت لجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط المحدودة براشانت كومار، إن الشركات السعودية أبدت مخاوفها إزاء آفاق أعمالها خلال الربع الثالث من العام 2012 ، موضحا أن مسح تفاؤل الأعمال للربع الثالث من عام 2012 رصد مستويات أدنى من التفاؤل مقارنة بتلك المسجلة في ربع السنة السابق، إذ هبط مؤشر التفاؤل لقطاع النفط والغاز من 43 نقطة في الربع الثاني إلى 23 نقطة في الربع الثالث، وذلك أساسا بفضل مؤشر تفاؤل أسعار البيع الذي انخفض بمقدارثلاثين نقطة إلى ثماني نقاط ، عاكسا عدم التيقن إزاء الطلب على النفط بالنظر إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي الواهن.