أظهر تقرير البنك الأهلي للتفاؤل بالأعمال انخفاضاً كبيراً لمؤشر التفاؤل بالأعمال خلال الربع الثاني من العام الحالي مقارنة بالأول، بسبب تباطؤ الاقتصاد في معظم دول العالم المتقدمة، إذ توقع 55 في المئة من وحدات الأعمال من خارج قطاع النفط والغاز أن تتأثر أعمالها بالانهيار المالي العالمي. وأوضحت نتائج تقرير الربع السنوي الثاني لمؤشر البنك الأهلي ودان آند براد ستريت للتفاؤل بالأعمال في المملكة أن 35 في المئة يتوقعون مقاومة أعمالهم لآثار الأزمة العالمية. وأشار المسح إلى أن هناك توقعات بمزيد من التراجع في أسعار السلع والخدمات في الربع الثاني، بدعم من تراجع مستوى التضخم إلى 7.9 في المئة في كانون الثاني (يناير) من 9 في المئة في كانون الأول (ديسمبر) من عام 2008. وعلّق النائب الأول لرئيس كبير اقتصاديي البنك الأهلي الدكتور سعيد شيخ على نتائج المؤشر بقوله إنها تُظهِر في مجملها تراجع ثقة مجتمع الأعمال بالمناخ الاقتصادي في الأشهر الثلاثة المقبلة، ما يشير إلى تأثير الأزمة المالية العالمية في الاقتصاد السعودي، غير أن هذا التأثير أقل بكثير مما تشهده كثير من دول العالم من آثار هذه الأزمة على اقتصادياتها. وقال الشيخ إنه على رغم تدني معظم المؤشرات مقارنة بالربع الأول، إلا أن مؤشر التوظيف يبقى مطمئناً، إذ يتوقع 63 في المئة من وحدات الأعمال أن لا يكون هناك تغير في خطط التوظيف، في حين أن 27 في المئة منهم يتوقعون زيادة في التوظيف. وأضاف أن التوقعات بالنسبة إلى قطاع الإنشاءات لا تزال جيدة، نظراً إلى ترابط هذا القطاع بالقطاعات الأخرى. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة دان أند برادستريت جنوب آسيا والشرق الأوسط المحدودة راجيش ميرشنداني إن التفاؤل بالأعمال في السعودية انخفض بشكل واضح عن الربع الأول، مشيراً إلى أن المسح كشف عن توقعات بتراجع الطلب من خلال تراجع مؤشر التفاؤل لحجم المبيعات للربع الثاني الذي انخفض من 38 نقطة في الربع الأول إلى 12 نقطة في الربع الثاني. وأضاف أن معظم وحدات الأعمال قامت بتعديل قوائم جرد السلع لديها في ظل التباطؤ المتوقع في إيرادات المبيعات لهذه الفترة، إلا أن بعض وحدات الأعمال ما زالت متفائلة بنمو الاقتصاد السعودي بشكل كبير، إذ أعرب 46 في المئة من المشاركين في المسح عن نواياهم تنفيذ خططهم للتوسع في أعمالهم التجارية في المملكة. وقال إن التفاؤل بالأعمال في قطاع النفط والغاز لا يزال في حال من التقلّب، وتراجع مؤشر التفاؤل بالأعمال للأرباح الصافية لهذا القطاع من 48 نقطة في الربع الأول إلى 23 نقطة في الربع الثاني، واعتبرت 70 في المئة من وحدات الأعمال في هذا القطاع أن تأخير المشاريع سيكون عامل قلق كبير بالنسبة إليهم في الربع الثاني. وبين أنه في ظل توقعات بضعف الطلب في الربع الثاني انخفضت توقعات الربحية، إذ قدر المشاركون في الاستطلاع أن تتراجع ربحية وحدات الأعمال من غير قطاع النفط والغاز إلى 12 نقطة، في مقابل 36 نقطة في الربع الأول.