باغتكَ الإلهامُ فدُرتَ وثُرتَ وخلَّيتَ العالمَ من أجل الفكرةْ؟. من أجل المعنى المولود لِتوِّهْ؟. وحملتَ الإنسانَ إلى ضوءٍ آخر كي تُشبِعَ جوعَ الأحلامِ إلى أملٍ أو حقلٍ يُنبتُ بعضَ الهالات الخضراءِ، تُزيّن جيدَ الأيامِ الموبوءةِ من حُمْقَ الساسةْ؟، وبَنَيْتَ بِلَيلِكَ مملكةً وجعلتَ الشِّعرَ، القِصَّةَ، أو حتى الخاطرةَ على عرشِ الإبداعِ كبارقةٍ لم تعرفْ طَعمَ القيدِ، وقلتَ، وقلتَ، وقلتَ، وأفرغتَ الجيبَ المتهالكَ في دورِ النشرِ، وقلتَ وليدي أجدر باللقمةِ، والناقدُ حتماً سيضيءُ شموعَ التحليلِ، يُبعثرُ بعضَ النورِ على صفحاتِ الصحفِ اليوميةِ، يستقرئ نَصَّكَ بالوردِ أو السكين، فلا فرقَ، ولكنكَ لم تشهد نقداً أو رأياً أو حتى خبراً مرمياً في ذيل الصفحة؟! وتصبُّ الآن دموعَ الحسرةِ والنكبةِ والخيبةِ، تلعنُ أمّ النقادِ، وتكره أن جرجركَ الحِبْرُ إلى وادي النسيانِ، كأنك لم تزرعْ إلاّ الموتَ ورجرجةَ الأحزانِ؟!، صديقي: من علّمَكَ الحلمَ وأخفى عنك وسيلَتَه للنورِ؟، ومن أوهمكَ بأن الإبداعَ الحقَّ سبيلُكَ للتتويجِ، أَفِقْ! أنت هنا مرهونٌ قلمُكَ ب«الفزعاتِ» أو «الشلليةِ» أو أن يَعرفَ هذا الناقدُ أو ذاك أباكَ، أو أمكَ، أو إنْ ضحكَ الحظُّ لأوجاعك يتزوج أختكَ، أو تتزوجُ أنت ابنتَهُ، أما أن تَفقدَ هذي الميزات وتحظى بالقلم الشاهق كالنخل، فأنت أمام خيارٍ واحد: كُنْ بطلاً سِيماهُ التضحيةُ الكبرى، وعطاءٌ لا ينتظرُ مقابلَهُ، كن شهماً وتَفضلْ واشطب اسمكَ، ذاك (القبحُ الخَشِنُ) النائمُ في صدرِ غلافِ الكلماتِ، ودوِّنْ ما سيسيلُ له قلبُ الناقدِ: نجوى، سلوى، لمياء، رجاء، وفاطمة، وزينب...، أو اختر اسماً آخر من أسماء (الحُلْواتْ)، وتأكد أنكَ حين تموت فإن الكلماتِ ستحيا عمراً آخر...!. يا صديقي باختصار: كن أنثى!