تسعى قناة فضائية مصرية إلى إعطاء فرصة عملية للمنقبات بعدما أدار قطاع الإعلام المصري ظهره لهن طوال عقود قبل وصول الإسلاميين إلى السلطة في مصر، إذ إن كل المذيعات فيها، كما المسؤولات الإداريات، يرتدين النقاب. وأطلقت هذه القناة في مطلع شهر رمضان، أي في 20 يوليو. وفي استديوهات القناة جلست مذيعتان تناقشان مسائل التحرير، وهما تغطيان كل شيء ما عدا العينين. تحمل القناة اسم ماريا تيمناً بزوجة النبي محمد ماريا القبطية، ولا يظهر على شاشتها سوى النساء المنقبات، وهي التجربة الأولى من نوعها في المشهد الإعلامي المصري العريق. وتقول عبير شاهين، كبيرة المذيعات في المحطة، إن القناة تبث “برامج الأطفال، والأزياء، ومناقشات حول العلاقات، وكوميديا سياسية..لدينا كل ما يهم المرأة”. وتقدم القناة نفسها على أنها قناة نسوية أكثر مما هي قناة دينية. وتضيف عبير “الهدف الأول للقناة هو إظهار أن المرأة المنقبة يمكن أن تكون فاعلة، وأن تكون طبيبة ومهندسة، أو شخصية إعلامية معروفة”. وطوال العهد السابق في مصر الذي انتهى مع ثورة 25 يناير، كانت المرأة المحجبة خارج المشهد الإعلامي، ناهيك عن المنقبة. وتقول عبير “تعرضنا للاضطهاد لمدة ستين عاماً. لم يتم قبولنا في كل الأماكن، وتعرضنا لسوء المعاملة في الجامعة، وفي المؤسسات الحكومية، لأننا قررنا أن نمارس حريتنا، ولأننا نعيش ديننا من خلال ارتداء ملابس خاصة بالإسلام”. وترتدي معظم النساء المصريات الحجاب الذي يغطي الرأس فقط، أما النقاب الذي يستر الوجه أيضاً، فهو ليس كثير الشيوع في مصر. وتنقل عبير أن بعض المشاهدين يشتكون من انهم لا يرون الوجه ولا حركات الجسم، وتجيب “الهم هو الجوهر وليس شكل المقدمة”. وترى إيمان فهمي، وهي شابة تخرجت من كلية التجارة وتعمل في قناة ماريا، أن هذه المحطة من شأنها أن تساعد الناس على سلوك الصراط المستقيم وتدفع النساء والفتيات المسلمات إلى طريق الفضيلة. وتضيف “التواصل الإنساني يمر عبر العيون، وليس مهماً أن تعرف كيف هو شكل المرأة تحت النقاب، المهم هو الروح، أنا أتواصل من خلال الروح بفضل الأفكار والأحاسيس”. وأثار افتتاح هذه المحطة تخوفا لدى من يعتبرونها خطوة على طريق تعزيز تصاعد الإسلام السياسي بعد وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم إثر الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. غير أن آخرين يرون في هذه المحطة تعبيراً عن حرية الرأي التي نادت بها ثورة 25 يناير. وتقول مزن حسن مديرة مركز نظرة للأبحاث النسوية “من المهم بالنسبة للناس أن يتمتعوا بحرية إنشاء قنوات من هذا النوع، وأن يقولوا ما يشاؤون، وللآخرين الحق في إنشاء قنوات تقول ما هو العكس تماماً”. أ ف ب | القاهرة