إقبال على شراء الشموع في مصر لمواجهة انقطاع الكهرباء القاهرة – هيثم التابعي تنقّل العم جلال منصور، سائق التاكسي الستيني، بين كافة محال منطقة السيدة زينب لعله يجد ضالته التي يبحث عنها منذ أيام دون جدوى، المثير أن تلك الضالة العزيزة التي اختفت من كافة محلات القاهرة مؤخرا لم تكن سوى «الشموع»، التي عاد ملايين المصريين لاستخدامها لمواجهة الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي عبر الأسابيع القليلة الماضية. وقال منصور ل «الشرق» بغضب: «يبدو أننا أسقطنا نظام مبارك لنأتي بنظام يدفعنا للماضي لا للأمام»، حالة الغضب والتذمر المتصاعدة دفعت الرئيس المصري الجديد محمد مرسي لتقديم اعتذار رسمي لمواطنيه أول أمس الجمعة عن الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه واعدا بتدارك الأمر سريعا. وبينما كان يخرج من محل صغير مقابل لمسجد السيدة زينب القريب من ميدان التحرير في القاهرة، أوضح جلال، 62 عاما، أنه شارك في أحداث الثورة عبر أيامها ال 18 كما أيدها بعد ذلك، لكنه واصل قائلا ل «الشرق»: «حينها حملت الطعام للثوار من بيتي، وشاركت في حراسة بوابات ميدان التحرير، واحتفلت بسقوط نظام مبارك، لكن شيئا لم يتغير للأفضل بعد فوز مرسي بالرئاسة». كلمات عم جلال عبرت عن مشاعر ملايين المصريين الغاضبة تجاه الأيام الأولى لحكم الرئيس المصري الجديد محمد مرسي، الذي تسلم حكم البلاد منذ نحو ثلاثين يوما، لكن سقف التوقعات العالية للمصريين اصطدم بأزمات قارصة أبرزها انقطاع الكهرباء عن معظم المدن المصرية لساعات كذلك انقطاع المياه وشح المشتقات البترولية من بنزين وسولار، بالإضافة لعودة شبح الانفلات الأمني، وقطع الطرق اعتراضا على الأحوال المعيشية المتردية، كما تكدست أكوام القمامة في معظم شوارع القاهرة، وهو ما واجهه مرسي بإطلاق حملة «وطن نظيف» للتخلص من القمامة. وانطلقت في مصر عدة حملات شعبية ضمت آلاف المواطنين الغاضبين للاعتراض على الأوضاع الاجتماعية منها «عايزين نعيش» و»مش دافعين» التي تهدف لتوعية المصريين بعدم دفع فواتير الكهرباء، وهو ما يؤشر لوضع اجتماعي واقتصادي متفجر ينذر بانتفاضة جديدة. بدوره، قدم الرئيس مرسي الجمعة اعتذارا للشعب المصري عن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والمياه، مشددا أنه سيبذل كافة جهده لتجاوز تلك الأزمات التي تعصف بوعوده الانتخابية في المائة يوم الأولى من حكمه. ووفقا للموقع الإلكتروني «مرسي ميتر» الذي أسسه نشطاء لمراقبة تنفيذ وعود مرسي في أول مائة يوم من توليه الرئاسة، فإن وعدا وحيدا تحقق وهو «النظافة» من بين 64 وعدا انتخابيا تعهد بها مرسي في أول مائة يوم في خمس مجالات مختلفة هي الخبز، والمرور، والأمن، والنظافة، والوقود، وأشار الموقع إلى سبعة وعود أخرى جار تنفيذها. ويرجع مواطنون حالة التردي في الخدمات لعدم قدرة الرئيس المصري الجديد على إدارة الدولة، بينما يعتقد آخرون أنها تعود أساسا لمؤامرة على الرئيس مرسي لإظهاره في وضع ضعيف.