كشفت أكثر من عشر سيدات بائعات في سوق البسطات بجدة معاناتهن من الركود الكبير الذي يواجهنه في هذه الفترة، نتيجة عزوف الزبائن عن شراء مقتنياتهن الخاصة من الأسواق الشعبية، لا سيما سوق «البسطات» النسائي، و يستعضن عن الأسواق الشعبية بالاتجاه إلى «الماركات» العالمية والمراكز التجارية في المدينة. وأوضحت أم سعود أنها تعمل بسوق البسطات منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ولكنها لم تعاني من الركود و قلة الزبائن كما هو الوضع في الوقت الحالي، بل كان شهر رمضان في السابق موسم ربح لها و لزميلاتها، من بائعات سوق «البسطات» الشعبي في جدة، حيث يتزايد إقبال الزبونات على شراء مختلف البضائع، لا سيما بهارات رمضان، وبعض الأطعمة المجففة التي يصنعنها خاصة للنساء في رمضان، بالإضافة إلى المواد العطرية والورود المجففة، ومعمول البخور، والعود، والزعفران، فضلا عن «الديرم»، و «الحناء»، مع بعض الزيوت والأعشاب الخاصة بالنساء، كما كانت السيدات تقبلن على شراء بعض الطرح المطرزة يدوياً، ومختلف الجلابيات التراثية، و«شراشف» الصلاة، والسجادات، والسبح، إضافة إلى بعض الإكسسوارات النسائية البسيطة، مع بعض العباءات التقليدية، و التي تخلو من الزينة، فضلاً عن البراقع والنقابات. ورأت زميلتها البائعة أم محمد أن بضائع الأسواق الشعبية و البسيطة، لم تعد تتناسب مع ذوق الصغيرات و الشابات في العصر الحديث، و قارنت أم محمد بين عدد الزبائن منذ سنوات، و بين عددهم في العصر الحديث، حيث كانت الزبونات لا يكتفين بالشراء من البائعات في السوق أثناء إقامته، بل يتواصلن مع البائعات في بيوتهن من أجل الحجز، و كان شهر رمضان تحديدا، يشهد أرباحا كبيرة جداً، تبلغ أضعاف أرباحهن في الوقت الراهن، بل بات من النادر ارتداء الفتيات و الشابات «الجلابية» القديمة و «الطرحة»، بل حتى الحناء و «الديرم» أخذا في الاندثار بين شابات اليوم، باعتبارها منتجات غير عصرية، خاصة بعد وجود صبغات الشعر، ومستحضرات التجميل ذات «الماركات» العالمية، بالإضافة إلى أن «الأعشاب العطرية»أصبحت لا تناسب النساء، وتتذمر كثيرات من رائحة «معمول» البخور، والصندل، و تشكو أم محمد حالها بحرقة قائلة» رخص أسعارنا لا يشجع الزبونات على اقتناء بضائعنا، ولا يعيقهن غلاء المنتجات الحديثة من شرائها».