العنوان أعلاه للصديق فيصل المالكي. فيصل كتب عن معاناته كمصور سعودي تُنشر صوره في أشهر المجلات المتخصصة في فنون التصوير وتعرض في معارض عالمية. يتألم فيصل أن أغلب صوره الشهيرة التقطت خارج بلاده. فصوره من بيروت وإسطنبول وأبو ظبي ومدن أوروبية كثيرة تحظى باهتمام عالمي لكنه حزين أن صوره من بلاده، السعودية، هي الأقل حظاً في الانتشار العالمي. أما السبب فليس في المصور أو في ندرة الفرص الذهبية لالتقاط صور يمكن أن تطرق أبواب العالمية. المشكلة أن المصور في السعودية يعاني الأمرين مع منع التصوير في الأماكن العامة. وعلى الرغم من صدور قرار تنظيم التصوير، الذي ساهمت في إنجازه، قبل ست سنوات، الهيئة العليا للسياحة، فإن المصور السعودي ما إن يُشاهد في مكان عام – في المملكة- يلتقط صوراً حتى يوقف وقد يودع الحجز ولا يطلق سراحه قبل مسح الصور مع كتابة تعهد بعدم تكرار “المخالفة”! هكذا يشتكي فيصل المالكي وهو المصور السعودي “النجم” الذي قال لي عنه الفنان خالد شاهين إن “فيصل المالكي قد أسس مدرسته الخاصة في تصوير المباني والميادين العامة حتى صار يضرب بأسلوبه مثلاً بين المصورين المحترفين حينما يقولون: هذه الصورة “فيصل ستايل”! وبينما يحمل جميعنا -في الغالب- جوالاً بكاميرا يلتقط بها صوراً في أي مكان، ولا يستطيع أحد منعه، يطارد المصور المحترف ويمنع ويحجز لأنه يحمل كاميرا محترفة. هذا خطأ. وهي خسارة كبيرة ألا يتاح للمصورين، سعوديين أو غيرهم، التقاط صور من داخل المملكة إذ نحرم بلادنا من حضور – عبر الصورة – في المجلات والمعارض العالمية. فكم من صورة أغنت عن ألف كلمة. وكم من موهبة شابة ضاعت في دهاليز البيروقراطية وقرارات المنع القديمة. في مقالته المعنونة “بلدنا حلوة – بس لا تعلم أحد” – في الهتلان بوست – يعبر فيصل المالكي عن معاناته ومعاناة زملائه المصورين، محترفين وهواة، سعوديين وغير سعوديين، مع التصوير داخل المدن السعودية فيلجأون للتصوير في مدن خارج مدنهم! وهاهم شبابنا يصبحون “مكسباً” لمدن خارج بلادهم!