لم يعد غريباً أن نرى فتاة سعودية تحمل الكاميرا معها أينما كانت، وتلتقط الصور من هنا وهناك، ولا تأبه لنظرات المحيطين من حولها، إذ بدأ فن التصوير الفوتوغرافي يأخذ حقه في الانتشار، نتيجة لعوامل عدة من بينها الهواتف النقالة التي لا تخلو من كاميرا أو كاميرتين أحياناً، ما جعله ينتقل من كونه مجرد هواية إلى الاتجاه للاحترافية، وتخصيص دورات وورش عمل للتصوير الضوئي تحضرها الفتيات هنا في المملكة. منار تميم الهديان، مصوّرة سعودية شابة، تحكي عن بداية اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي، وتقول كنت أعشق تصفح الصور وحفظ ما يشدني منها، ومحاولة معرفة مكان التقاطها في حال كانت صورة عادية وطرق التقاطها في حال كانت باستوديو أو بأسلوب احترافي، كنت أحب التصوير بالهاتف المحمول كثيراً، وكانت لدي أمنية بامتلاك كاميرا التقط بها ما يجذب انتباهي، أو ما أرغب بالاحتفاظ به للذكرى. أما عن العقبات التي واجهتها بصفتها فتاة سعودية فتضيف منار أنها لا تواجه أي عقبات، وأن الإنسان الذي يريد أن يصل سيصل إلى هدفه مادام يضعه أمام عينيه، أما من ناحية الدعم فتشير إلى أن المصورين والمصورات بصفة عامة لا يجدون دعماً من أي وزارة أو من أي جهة مختصة بالتصوير، وترى أن التصوير مهمش، خصوصاً في الرياض، إذ نسمع ونرى الكثير من دورات وورش العمل وإبداعات فتيات جدة التي تفوق ما يقام في مدينة الرياض. ترى الهديان أن نظرة المجتمع للتصوير الفوتوغرافي تغيرت كثيراً، إذ كان التصوير، ولا يخفى على الجميع بنظر المجتمع، «حرام»، وأنه بعد أن دخلت الهواتف المحمولة وبتقنيتها الحاملة للكاميرا أصبحت أمراً مألوفاً ومنظراً عادياً. وتطمح الهديان إلى أن تصبح مصورة احترافية سعودية أولاً، وخليجية ثانياً، وعالمية ثالثاً، وتتطلع إلى دعم الجهات الحكومية أو الشركات الكبرى من الناحية المادية، أو من ناحية إقامة معارض، أو الانتدابات الخارجية من ناحية الاعتراف بها كهواية، والاهتمام بها كغيرها من الهوايات، من خلال إيجاد معاهد، وتنفيذ ورش عمل، وتجهيز مكان خاص بالمصورين. وتلفت الهديان إلى أن التصوير كمهنة موجودة لدى المصورين في المجال الصحافي فقط، «حتى عندما نحمل كاميرا هائمين بما يجول بخاطرنا لتصويره في خارج المنزل في مكان عام، يُنظر لنا نظرة الصحافي، وأن من حمل آلة تصوير كالصحافي الذي يريد أن يلتقط الحدث»، مستدلة بالدورات التي تقام حالياً في مجال تطوير الذات، وكيف كانت في البداية مستنكرة من المجتمع وغير معترف بأهميتها، أو الغاية منها، وشيئاً فشيئاً تم تكثيف الإعلان عنها، وإقامتها مجاناً، وإصدار كتب عنها ومحاضرات مختصة من المدربين حتى أصبحت الآن لها أهمية بالغة، خصوصاً إذا كانت تحمل رسالة هادفة للمجتمع. ربى العمرو شابة سعودية تهوى التصوير، بدأت بممارسة التصوير مع ظهور الهواتف النقالة التي تحتوي على كاميرا، من خلال تصوير المناظر الطبيعية وكذلك أفراد أسرتها، ومع كثرة الاطلاع على الصور المتنوعة والجذابة في «الإنترنت» زاد اهتمامها بالتصوير. وحول تنميتها لهذه الهواية تقول العمرو، أنه على رغم حبها للتصوير إلا أنها مقصرة في تنمية هذه الهواية، فالمرة الوحيدة التي حضرت فيها ندوة عن التصوير كانت في النادي الأدبي للمصور عمر عبدالعزيز بعنوان «رحلة في الفن الرقمي»، التي أضافت لها معلومات جديدة حول فن التصوير. وتشير العمرو إلى أنها تفكر في تنمية هذه الهواية بحضور دورات في التصوير الفوتوغرافي والتصوير الرقمي، وتتمنى أن تصل إلى مهارة المحترفين، «لكني أفضل أن أتعامل مع التصوير كهواية وليس مهنة»، وتقترح ربى أن تنتشر معاهد التصوير على نطاق واسع وفي الأحياء كافة مثل معاهد الكومبيوتر. ديمة الشايع أيضاً مصورة شابة بدأ اهتمامها بالتصوير قبل أكثر من عام، حين اقتنت أول كاميرا، تقول ديمة «إنها وجدت نفسها تقوم بتخزين عدد كبير من الصور التي قام بتصويرها مصورون ومصورات، ثم تتساءل حول كيفية التقاطها، ومن هنا قررت خوض التجربة والإجابة عن هذا السؤال بنفسها». وعن تنميتها لهذه الهواية تحدثت الشايع عن حضورها لمحاضرة عن التصوير، إضافة إلى مشاركاتها المتفرقة في بعض المعارض والصحف.