يحتفل أهالي المنطقة الشرقية سنوياً في ليلة النصف الثاني من رمضان ب» القرقيعان»، و يشترك الأطفال من الجنسين و ربات البيوت فيها، حيث أنه عادة اجتماعية خليجية تدخل البهجة والسرور في نفوس الأطفال، لأنهم يحصلون في هذه المناسبة على أنواع من الحلويات والمكسرات والهدايا، فيما يرتدى الأطفال ملابس جديد ة خاصة بال«قرقيعان». احتفال في «الأزقة» ويخرج الأطفال إلى الأزقة ويلتقون هناك ليشكلوا مجموعات حيث لا ينطلقون إلا وهم من عائلة واحدة أو من حي واحد إذ يمشون وعلى وجه كل منهم ابتسامة عريضة ويحمل في إحدى يديه كيسا من الورق أو القماش، فيما استعدت المحلات التجارية لهذه المناسبة الشعبية التي يُحتفل بها الكبار والصغار، حيث شهدت المحال التجارية، حركة شراء قوية بعد حالة شبه الركود التي شهدتها المحلات خلال الأسبوعين الماضيين، وقد تسابق المواطنون لشراء الحلويات التقليدية، والمكسرات، والسلال التراثية، والأكياس بمختلف أنواعها. استغلال التجار و ساهم زيادة الطلب في ارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ وصل إلى أكثر من 20%، مقارنة بالأيام الأولى من شهر رمضان المبارك،حيث كثفت محلات بيع الحلويات والمكسرات جهودها استعدادا لهذه الليلة، من جانب آخر، شكا مواطنون استغلال التجار لهذه المناسبة، بهدف جني أرباح مبالغ فيها، مناشدين الجهات المختصة بفرض نوع من الرقابة المشددة، والنزول ميدانيا، لحماية المواطنين من الاستغلال، و سوء التخزين حيث يساهم في تعريض تلك البضائع إلى الأجواء الخارجية والحرارة، حفاظا على صحة المستهلكين، مطالبين بالكشف على جميع الأصناف التي تباع حيث يلجأ بعض الباعة إلى تصريف البضائع القديمة دون مراعاة لصحة المواطن. ويقول بائع في محل متخصص بهدايا القرقيعان» نستعد كل عام لهذه المناسبة، حيث أن الطلب على أكياس الحلوى والمكسرات يبدأ بالتزايد منذ بداية شهر رمضان، لا سيما وأن هناك طلبا لأشكال التغليف للقرقيعان المختلفة، وفي كل عام تستحدث تشكيلات جديدة، ويكون التنافس كبيراً». أهازيج موروثة وأيا كانت مظاهر الاحتفالات بهذه المناسبة في الماضي القريب أو البعيد، إلا أنها تظل علامة بارزة وصورة جميلة من صور التواصل والتراحم والتآلف للمجتمعات الخليجية،وتحكي وفاء محمد وعلياء صادق عن طفولتهن،حيث كانت البنات في السابق يجمعن القرقيعان من البيوت المجاورة لمنازلهن، ويرددن أهزوجة خاصة، كلماته هي« قرقيعان وقرقيعان، كل سنة وكل عام، سلم ولدهم يا الله، خله لأمه يالله، عسى البقعة لا تخمه ولا توازي على أمه، أعطونا الله يعطيكم،بيت مكة يوديكم، يا مكة يا المعمورة يا أم السلاسل والذهب يا نورة». بينما يمتد نشاط الأولاد إلى خارج الحي الذي يقيمون فيه، وينتقلون بين الأحياء الأخرى مرددين أنشودة قصيرة هي«سلم ولدهم يا الله خله لأمه، يا الله».