منذ “أحلام الفتى الطائر” و”بهجت الأباصيري” في “مدرسة المشاغبين” وسرحان عبدالبصير في “شاهد ماشافش حاجة” إلى أفلامه التي تميز بها بعد أن خرج من دور السنيد إلى البطل في أفلام مثل “الأفوكاتو” و”الإرهاب والكباب” و”السفارة في العمارة” و”مرجان أحمد مرجان”، كوَّن عادل إمام شخصية كوميدية غير عادية لها كاراكتر خاص مضحك بدون إسفاف على النحو الذي انتشر في مسرحيات وأفلام المقاولات في السبعينات وأصبح الناس لا يملون من مشاهدته وإضحاكه حتى لو وقف صامتاً واعتمد على تعبيرات وجهه، وحتى لو جمد تعبيراته وحبس أنفاسه، ومع كثرة الفنانين الكوميديين في مصر فإن عادل إمام يظل نسيجاً مختلفاً منذ أن كانت مسرحياته تعرض لعشر سنوات ولا يملها الناس وأفلامه التي تعيدها الفضائيات ويشاهدها الناس مراراً وتكراراً، وإن تعرضت مسيرته الفنية لأفلام هي أقرب إلى الإسفاف مثل “النوم في العسل” لكن يظل له خطه الفني الذي لا يتشابه ولا يتقاطع مع أي أحد. لكن يبدو أن عادل إمام في سنواته الأخيرة أصبح مسكوناً بسلفستر ستالوني في رامبو وشين كونري وجورج مور في أفلام جيمس بوند غير أن المشكلة أن هذا الدور السوبرمان جاء متأخراً جداً في مسيرته الفنية أولاً ولا يتفق مع الكاراكتر الذي يناسبه، وبعيداً عن الاتهامات التي اتهمه بها البعض من أن عادل إمام أراد أن يخطب ود الإسلاميين في مصر وخاصة بعد محاكمته في القضية التي رفعها عليه أحد النواب السلفيين وكسب مشاعرهم بإظهار روح العداء لإسرائيل بعد اتهامه بالتطبيع أيام علي سالم وأنه من الفلول لكن ذلك غير صحيح لأنه أنتج فيلم “السفارة في العمارة” قبل الثورة، غير أن الشيء اللافت في الموضوع هو أن مسلسل “فرقة ناجي عطاالله” والدور الذي فصلّه لنفسه وأخرجه ابنه جاء متأخراً جداً وشين كونري نفسه ترك أفلام جيمس بوند بعد أن تقدم في السن.