من الصعب التدقيق متى بدأ الشيب يتسلل إلى شعره ولحيته. ولم يحل ذلك دون تربعه على عرش أكثر الرجال جاذبية في العالم، زاده التقدم في العمر وقاراً على جاذبيته التي خطفت بريق الكثير من الممثلين، لمجرد مرور "جيمس بوند" من أمامهم. هو الذي عُرف بشخصية جيمس بوند، الرجل القوي الذكي واللعوب، الذي يسهل عليه الايقاع بالنساء لمجرد النظر في أعينهن. ترك موقعه "الاستخباراتي"، من دون أن يتنازل عن عرشه في قلوب المشاهدين، وبخاصة، النساء منهم. غزا الابيض شعر "السير" شون كونري، ليصح عليه القول "بعض الناس يتقدم في السن وبعضهم الآخر ينضج"، وهي عبارة استُخدمت في أحد الاعلانات الذكية، وفيه يتحدّث شون الشاب الغاوي الجذّاب مع شون الكهل الناضج المعتّق. في مثل هذا اليوم منذ ثمانين عاماً، ولد في إيدنبره في إسكتلندا، وبحسب سيرته الذاتية المعروفة، لوالدين فقيرين وعندما أنهى مدرسته الثانوية عمل بائعاً للألبان. وكان صبياً نشيطاً يسعى لكسب قوت يومه، ما جعله يقوم بأعمال متنوعة، منها: عامل بناء ومنظف لنعوش الموتى، وهي من المهن التي جعلت منه شخصاً صلباً ينضح بالرجولة والخشونة، بالإضافة إلى إنه كان واحداً من نجوم كمال الأجسام آنذاك، وفاز بعدد من الجوائز. الجاذبية والرجولة الناضحة من الشاب شون، دفعتا بزوجة المنتج الشهير ألبرت بروكلوي أن ترشحه للعب شخصية "جيمس بوند"، حيث قالت لزوجها "ان هذا الرجل له جاذبية خاصة على الشاشة"، وكانت شكلت رأيها بعد أن رأت قوة ملامحه وعنفها في فيلم سينمائي عام 1959 بعنوان "داربى أوجيل والناس الصغار"، على رغم دوره الرومانسي الذي أتقنه كرجل تقع في حبه فتاة إيرلندية. المنتج الذي أخذ برأي زوجته، لأسباب مادية أيضاً إذ أن اختيار كونري للعب دور بوند كان مرتبطا ب"سعره الرخيص أيضاً، لكونه مبتدءاً"، لم يندم على الاختيار، وباتت شخصية 007 بفعل شخصية كونري وأدائه من أنجح الشخصيات السينمائية. تزوج شون مرتين. وإذا ما قورنت حياته الشخصية بأدواره، يمكن اعتبار كونري "مخلصاً". بقي مع زوجته الأولى الممثلة ديان تشيلنتو، Diane Cilento، من 1962 حتى 1973. وانجبا ابنا يدعى جايسون بعد عقد قرانهما بسنة. ولا يزال يعيش برفقة زوجته الحالية وهي رسامة مغربية - فرنسية تدعى ميشال روكبرون، Micheline Roquebrune. الطفل الفقير، والرجل المجتهد، حصل في عامه السبعين على لقب "سير"، Sir، فأصبح "فارساً"، عام 2000، إذ منحته الملكة اليزابيث الثانية اللقب في حفل أقيم في ادنبره. الصيت الذائع للممثل الوسيم والقدير، لا يزال يضعه تحت الضوء، وعلى رغم أعوامه الثمانين لا يزال يُعتبر واحداً من أكثر رجال العالم جاذبية، وأثار خبر تناقلته وسائل الاعلام العالمية والمواقع الالكترونية في أيار (مايو) الماضي، ضجة بعد أن وضع علماء بريطانيون امرأة تحت المراقبة، بسبب فقدانها القدرة على تمييز اي صوت من الاصوات حتى صوت ابنتها، باستثناء صوت النجم الاسكتلندي شون كونري. ويكتسب الخبر طرفه، بعيداً عن جفااف عالم العلوم والعلماء، إذا رُبط ب"جاذبية" كونري. لم يخل فيلم شارك فيه شون كونري، من الاشارة إلى العنصر الجذاب في شخصيته، ومع تقدمه في السن، بدأ يتحرك في أدوار معيّنة تناسب عمره حتى وصل إلى الأدوار المساعدة. وبعد ثمانين حولاً من حياته، ظل شون الوسيم، صاحب الحضور الخلاب، قادراً على أسر قلوب النساء واكتساب احترام الرجال... وبقي هو جيمس بوند الحقيقي! ___________ لقطات مصوّرة لشون كونري وعنه من يوتيوب في المناسبة: SIR SEAN CONNERY/SIR BILLI Sean Connery is the man