لجأ سكان مدينة عرعر في بحثهم عن حلول جذرية لمشكلات الكيروسين المتعددة في المنطقة، إلى تحويل مدافئهم التي تعمل بمادة الكيروسين إلى مدافئ تعمل بالطاقة الكهربائية. وبحسب تحذيرات المديرية العامة للدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية فإن عملية تحويل مدافئ الكيروسين المنتشرة للعمل بالطاقة الكهربائية، كان سببا في حدوث عدد من الحرائق، التي خلفت خسائر مادية كبيرة، فيما شدد الدفاع المدني من الإجراءات الوقائية بمنع مَنْ يقومون بهذا التحويل في الورش الصناعية وغيرها. ويأتي حل التحوّل إلى مدافئ الكهرباء تزامناً مع شح مصادر الكيروسين في الآونة الأخيرة، حيث لا يكاد الأهالي يجدونه إلا بعد الانتظار في طوابير كبيرة، مع انعدام الناقلات الموزعة له في المنازل، خصوصاً أن المنطقة تواجه انخفاضا كبيرا في درجات الحرارة، تصل إلى ثلاث درجات مئوية تحت الصفر. وتحدث ل»الشرق» سعيد الحسن، صاحب ورشة اشتهرت بتحويل المدافئ إلى العمل بالكهرباء، أن هذه الخطوة تساعد على التقليل من مخاطر الاختناق الناجمة عن استخدام مدافئ الكيروسين، وأضاف «وتعد مفيدة من الناحية الاقتصادية، حيث تكون الزيادة في فاتورة الكهرباء أقل بكثير من شراء مادة الكيروسين من الموزع»، مشيرا إلى أن خطورتها تكمن في زيادة الأحمال على الكهرباء في المنزل فقط. من جهته، شدد مدير الدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية اللواء عبدالله بن هادي عسيري، على خطورة مثل هذا التحويل، مشيرا إلى وقوع حوادث حريق متعددة في منطقة الحدود الشمالية، وأن أغلب التحقيقات في تلك الحوادث كشفت أن مسببات الحريق كانت نتيجة استخدام مدافئ جرى تحويلها للعمل على الكهرباء بدلا عن الكيروسين، وأضاف «حاجة الناس للتدفئة جعلتهم يبتكرون مثل هذه الحلول الخطرة»، مؤكدا أن إدارته تنفذ جولات تفتيشية على المحلات التي تقوم بهذا التحويل لمنعها.