تسمى الشخصية التي تتميز بالتشاؤم والشك في الطبيعة البشرية، والقسوة والدهاء في تعامله مع الآخرين «الشخصية الميكيافيللية»، نسبة إلى الفيلسوف والسياسي الإيطالي «ميكافيللي». ويرى عالم النفس «ريتشارد كريستي»، صاحب هذه التسمية، أن صاحب هذه الشخصية يسعى للسيطرة على الآخرين، واستغلالهم، ويؤمن بفكرة الغاية تبرر الوسيلة. والمكيافيللية تُعرَّف بأنها استراتيجية تقوم على الخداع والمكر، وتستغل الآخرين كأدوات لتحقيق المكاسب الشخصية. وقد وضع «ريتشارد» مقياسا لقياس النزعة الميكيافيللية لدى الناس، ومن يحصل على درجة عالية يوصف بأن لديه نزعة عالية للمكيافيللية، وأصحاب هذه النزعة العالية يتحينون الفرص والقوانين غير المحكمة، ويجيرونها لمصالحهم الخاصة «يكيفون الأنظمة ويفسرونها وفق مصالحهم، ويستخدمونها في السيطرة على الآخرين»، والشخصية الميكيافيللية تستخدم الإرشادات والقواعد التي صاغها الفيلسوف السياسي ميكيافيللي التي تركز على مبدأ القوة والسلطة، ولا مكان للقيم الأخلاقية، ومن هذه القواعد: • لا يظهر التواضع أبداً، ويرى أن الأكثر فعالية أن تظهر الغرور والتكبر عند التعامل مع الآخرين. • الفضيلة والأخلاق هي حيلة الضعفاء، ويجب أن تشعر بالحرية في ممارسة الكذب والخداع كلما كان ذلك يحقق الأهداف المرجوة. • الأفضل أن يخافك الآخرون، لا أن يحبوك. • يؤمن بأن كل البشر لديهم الخبث، لكن لم تحن الفرصة لإظهاره، وهم يظهرون الطيب فقط لأنهم ضعفاء. • معظم الأشخاص لن يعملوا بجد إلا إذا أجبروا على ذلك. وهؤلاء الميكيافيلليون يميلون لأن يكونوا جذابين واثقين بأنفسهم غير متكلفين، ولكنهم كذلك يتصفون بالغرور والتكبر والمكر والحذر والتشاؤم، ولديهم استعداد لخداع الآخرين، والاحتيال عليهم واستغلالهم. يجيدون حبك الأدوار، واختيار الوقت المناسب، كما يجيدون الانقضاض في الوقت المناسب، ليس لذكاء منهم، ولكن لتفرغهم وتحفزهم المستمر، فهي شخصية متحفزة مراقبة للأحداث، بدافع الخوف والفزع والشك. وقفة مغايرة: ثق بالناس، وأحسن الظن حتى يثبت العكس، اعفُ عن المسيئين، وتجاوز أحقادك وعقدك. ما أجمل الحياة في ابتسامة طفل، وفي دعاء شيخ مسن، وما ألذ الحياة في قضاء حاجة محتاج، والعفو عند المقدرة قمة البطولة، ما أصدقها من مشاعر حين تأتيك دون خوف، أو مصلحة. تأكد أن هناك من الناس متى ما امتلك سلطة ولديه القدرة لإظهار خبثه يطبق قوله تعالى «والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس».