انشغالنا الدائم بالجري وراء أمور حياتنا يحولنا إلى آلات تعمل. إن توقفت الحركة الميكانيكية لا تتوقف حركة العقل عن التفكير ونجد أيام حياتنا المزدحمة قد تحولت إلى قصاصات ورق تتطاير مع رياح الأيام. وحدهم الأحفاد يجعلوننا نختزل أعمارنا ونتناسى السنوات التي تجاوزناهم بها فنبتهج وترجح كفة الأمل لدينا. حبهم البريء يقضي على أي حزن. حين نمسك بأياديهم البضة ونمشي على إيقاع خطواتهم نتبع لمعان أعينهم أمام ركن الحلوى نشتري ما يشتهون أو ما كنا نشتهي في طفولتنا. نرى الفرحة والحيرة في المفاضلة بين الألعاب فيرفعوا شعارهم إن الجدة والجد قادران على كل شيء، وإنهما حصن الأمان والملاذ لتفيذ كل ما يتمنون. حين نجلسهم في أحضاننا آمنين ونبدع لهم القصص المتخيلة أوالحقيقية نشعر بسعادتهم التي تقوينا. ننسى برامجنا المفضلة في التلفاز وبدون شجار نتابع برامجهم، لا نغضب لفقدان الوقت معهم ونسمح لهم باختراق خصوصياتنا. تتساوى كل الأمور مقابل ضحكة صادقة صادرة من القلب. نتمدد بجوارهم في المساء نتلو عليهم آيات القرآن ونحصنهم منتظرين النعاس أن يداعب أجفانهم. قد نشعر بأن جسدا غضا صغيرا يندس في فراشنا يوقظنا من أحلامنا لنعيش معهم أجمل حلم، نحتضنهم ويقبلوننا فنغرق سويا في النوم دون أرق. نرتاح بهم ونطمئن لوجودهم ومن خلالهم تتحول أعيننا إلى عدسات لاقطة للصور تخزن صورا ومواقف جميلة لهم. من أعماق قلبنا نشعر بحب قوي وبصيص أمل وبسعادة تلون حياتنا بألوان قوس قزح. من خلال خطوات أعمارهم نحس بنكهة الحياة الحقيقية. نشتاقهم ونشعر بأن هؤلاء الصغار يعيشون داخلنا احتلالا جميلا أدعو الله ألا يحررنا منه. اللهم احفظهم واحفظ كل الأطفال أحباب الله على الأرض وكل رمضان وأنتم ومن تحبون بألف خير.