من خلف قوس قزح جاءت تمشي الهيويتا.. رائعة مختالة كالطاووس.. جاءت بقلب من نور ووجه من ضياء.. ونفس لم تعرف الخديعة.. ولم تحب المكر يوماً.. كانت خطواتها وهي تعلو قوس قزح وتهبط تشعرها بالسعادة.. السعادة التي طالما بحثت عنها في وجوه الناس.. وبين أوراق الياسمين وفي دفء الأحبة.. وحنان المعدمين.. كانت ألوان قوس قزح الساحرة تلون عالمها الصغير بألوان مشاعر دافئة زاهية تجدد قلبها الذي عبث به الصدأ.. لتسمو بروحها بإحساس دافئ فياض فتحب حياتها وتعشق أشياءها البسيطة المرتبة هنا وهناك وتضم رياحينها التي زرعتها في حوض بسيط.. عند شرفة جميلة في بيتها تأتيها طيور الصباح عند الشروق وطيور المساء عند الغروب لتحكي لها الحكايات الشيقة الكلمات.. ترى من يستطيع ان يدرك فقط أنها تريد ان تهنأ بحياة طيبة بسيطة فهل يسمح لها القدر أو يدعها الناس؟ الناس الذي تطرق ألسنتهم باب أذنها فيدخلون عالمها بلا استئذان ليضج تفكيرها بمتناقضات شتى.. فتغرق في بحر الحياة الزاخر بالمجاملات لتتيه وتفقد هوية ذاتها حينها لا تعرف هل تقدم العزاء لنفسها.. أم تجلس في العراء من مشاعرها عندها تعود أدراجها بخطى حزينة لتعانق قوس قزح.. الوحيد الذي يغنيها عن الناس.. وليس عن إله الناس..