تنطلق الأربعاء ندوة البركة (33) للاقتصاد الاسلامي في فندق هيلتون جده التي ستتطرق في أول جلساتها الاقتصادية إلى إيجاد حلول لتقلبات أسعار العملة التي تتعرض إليها المؤسسات المالية الإسلامية، بسبب تعاملاتها الخارجية مع البنوك المراسلة وفتح الاعتمادات بعملات الدول المستورد منها. ويرى المختصون في الاقتصاد الإسلامي ان اختلاف العملات لكل مؤسسة معتمدة هي غالبا العملة المحلية وكثيرا ما يؤدي تقلب أسعار صرف العملات إلى ضياع قسم كبير من أرباح العمليات وربما جميعها, حيث اهتمت الهيئات الشرعية وحاولت وضع معالجات لتقلبات أسعار العملات بما لا يخل بالمبادئ الشرعية التي تتعلق بالنقود من حيث منع الصرف المؤجل للتحوط وفي الوقت نفسه تتسع لوسائل مشروعة مثل الوعد، والمواعدة المختلفة المورد، والاتفاقيات المتبادلة لإجراء عدة عمليات قصيرة الأجل من طرف وعملية طويلة الأجل من طرف آخر. وبين المختصون أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي قد أصدر قرار رقم 53 (4/6) بشأن المهلة المصرفية والذي اشترط عدم التعامل خلال تلك المهلة، وهو ما يتعذر تطبيقه مما جعل المؤسسات المالية عاجزة عن التقيد بذلك. وسيتناول رئيس الهيئة الشرعية للبنك الاسلامي للتنمية ورئيس الهيئة الشرعية لبنك دبي الاسلامي الدكتور حسين حامد حسان قضيتين هامتين هما: معالجة تقلبات اسعار الصرف وما يترتب على هذا التقلب من مخاطر خصوصا في اعتمادات المرابحة مؤجلة الدفع، وحكم التعامل في العملة المشتراة خلال المهلة المصرفية أي قبل قبضها قبضا حكميا بقيدها في حساب مشتريها, وقد توصل الباحث الى عدد من النتائج التي تسهم إيجابا في الصناعة المصرفية الاسلامية. كما سيطرح الباحث التمويل الاسلامي و مدير مركز المنتجات المالية الاسلامية بالبنك الاسلامي للتنمية الدكتور سامي سويلم، بحثا بعنوان “معالجة مخاطر اسعار الصرف في التعاملات المالية الاسلامية” يتناول من خلاله مخاطر التمويل الاسلامي ومخاطر الصرف المتعلقة بالتبادل التجاري عندما يتم الشراء من بلد بعملة ويتم البيع في بلد آخر بعملة اخرى، وتطوير طرق وأدوات التحوط من المخاطر, إضافة إلى طرحه نتائج ستسهم إيجابا في معالجة قضية المصارفة في العملات. وستناقش الندوة في جلستها الثانية (إرصاد أموال الزكاة واستثمارها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية) ,وذلك بتوجيه استثمار أموال الزكاة نحو التمويل الأصغر والذي يسهم في التنمية الاجتماعية، فضلا عن تنمية الاقتصاد المحلي والصناعات الأساسية التي تتعرض للزوال مع أنها ذات نفع للأفراد والمجتمعات ،واستخدام الزكاة كضمان لتمويل الشرائح الضعيفة في ملاءتها المالية، وتفعيل سهم الغارمين من خلال التأمين التعاوني بالتأمين على ديون المستحقين وغيره من المباحث ذات الصلة كالتأمين على الديون بأموال الزكاة ,مع دراسة كيفية زكاة الفائض التأميني بالإضافة إلى إرصاد أموال الزكاة في صناديق تمويل وتأمين لمستحقي الزكاة الذي يشمل تأسيس صناديق قروض ميسرة متخصصة في التمويل الأصغر أو صناديق ضمانات المالية (كفالات) وتأمين تعاوني ضد مخاطر الائتمان والتعثر ,لمساعدتهم على القيام بأعمال تجارية. كما تتناول الندوة استثمار أموال الزكاة في صناديق تمويلية وتأمينية بإمكانية استثمار أموال الزكاة في صناديق ربحية للأغراض السابقة، بحيث يكون ريعها لمستحقي الزكاة, ولهذا الغرض انتدب نخبة من الباحثين من أهل الصنعة والتخصص الفقهي ممن أثروا المكتبة الإسلامية بأبحاثهم القيمة وكتبهم العلمية المفيدة ,اذ يشارك في هذا المحور كل من الدكتور يوسف الشبيلي والدكتور صالح الفوزان، الذان قاما بتغطية هذا المحور بصورة شاملة وتوصلا الى عدد من النتائج والتوصيات. الشرق | جدة