الرياض – فهد الحمود اعتماد على ما يحتسب من المراكز التجارية والحملات الإعلانية. المملكة أكبر بلد يصدر رؤوس الأموال والبشر سنوياً بحثاً عن السياحة والترفية بمليارات الريالات. المهتمون شككوا في جدوى المهرجانات مع درجة حرارة تصل لخمسين درجة مئويّة. المعجل: فعاليات المهرجان في 26 مركزاً تجارياً ومشكلة الطقس محلولة. العطية: ارتفاع الحرارة لا يعد عائقاً ومهرجان الأسر المنتجة حقق خمسة ملايين ريال. العتيق: مكاننا مفتوح ولا نستطيع وضع آلية لمقاومة الحرارة وبرنامجنا مسائي. بن مشيط: احتسبنا الاستثمارات من المراكز التجارية والحملة الإعلانية وزوار المهرجان خمسة ملايين زائر. آل دغيم : عوائد السياحة الداخلية -دورياً- أكثر من ملياري ريال استفاد منها أكثر من25 مليون زائر وسائح. شكك مهتمون في فعالية المهرجانات السياحية والتسويقية لصيف هذا العام وهي تقام في جو تصل درجة حرارته إلى خمسين درجة مئويّة، فهل يعد ذلك عائقا أمام السياحة في المملكة؟ وكم يبلغ حجم الاستثمارات في مهرجانات كالتي أقيمت في مدينة الرياض؟ وكم بلغ مردودها؟ وماذا عن مستوى الحضور لمثل هذه المهرجانات؟ وما دور هيئة السياحة في إقامة هذه المهرجانات؟! مراكز مكيّفة محمد المعجل بداية التقت «الشرق» بنائب رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض ونائب رئيس اللجنة التحضيرية لمهرجان الرياض للتسوق والترفيه 1433ه محمد المعجل الذي قال: في كل صيف نقيم مهرجان الرياض للتسويق والترفيه، وجميع فعالياته تقام داخل مراكز تجارية لذلك لا توجد لدينا أي مشكلة بالنسبة لعامل الجو. أما المنتجعات المشاركة فأغلب أنشطتها يكون مع غروب الشمس. والسبب وراء إقامة مهرجان الرياض بالمراكز التجارية لأنه لا توجد فعاليات متصلة فجميع الفعاليات منفصلة لذا تتم إقامتها داخل المراكز التجارية وعددها 26 مركزاً تجارياً. عائدات جيدة وعن حجم الاستثمارات والعوائد التي عاد بها المهرجان قال المعجل: في الحقيقة لم نعمل استطلاعاً على ذلك ولكن حسب تقديري حققت إيرادات جيدة، فالاستثمار شمل المنشآت المشاركة في المهرجان، كما أن من فوائد المهرجان خلق فرص عمل للشباب من الجنسين كما أنّ لطلاب المدارس نصيباً كبيراً من تلك الفرص بالإضافة لوجود خدمات متنوعة ومتكاملة من ناحية مواقف السيارات والخدمات الأمنية وتوفر دورات المياه والمصليات وخدمات الطعام وغيرها. السياحة شريك وحول نسبة الحضور قال المعجل: تعد الأعداد التي أمّت هذه المهرجانات جيدة، ففي الفترة الماضية ونظراً للظروف التي شاهدها المهرجان بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، لاحظنا بأنها نسبة جيدة مقارنة بالسنوات السابقة وذلك من خلال بيان هيئة السياحة ومركز ماس الذي يعتمد على إجراء استطلاعات. وحول دور هيئة السياحة قال المعجل: تعد هيئة السياحة شريكاً استراتيجياً مثل أمانة منطقة الرياض. وأضاف أن تم أخذ تجارب من الآخرين ومنها مدينة دبي وماليزيا وذلك لأنها قريبة لطبيعة البيئة في الرياض وكذلك عمل دراسات وتجارب عدة معهم من خلال التواصل مع الجهات المعنية بالتسوق. الحرارة ليست عائقاً م. خالد العطية من جهة أخرى، قال المدير العام للخدمات الاجتماعية بأمانة الرياض المهندس خالد العطية: كنا نتعامل مع عامل المناخ وتقلبات الجو بإنشاء خيم، ففي آخر فعالية للأسر المنتجة التي أقامتها أمانة مدينة الرياض وفرنا أربع خيم للزوار وتزويد المصليات بالمراوح. بمعنى أنّ ارتفاع درجة الحرارة لا يعد عائقاً لأي مهرجان خصوصا إذا توفرت الخدمات كما يعد مساء الرياض في الصيف مساء جميلاً لا يعوقه عائق. وأضاف بأنّ معدل الزيارات التي شهدها المهرجان الأخير للأسر المنتجة دليل على أن عامل الجو لا يعد عائقاً فقد وصل عدد الزوار في آخر ثلاثة أيام 15 ألف زائر. وأكبر دليل على نجاح الرياض في المهرجانات والفعاليات التي تقيمها عدة جهات عدد الزوار، فدائما ما تجد الاقبال كبيراً في هذه المهرجانات. خمسة ملايين ريال أما عن حجم الاستثمار قال العطية: لا نستطيع القول إنه استثمار بل فرص للأسر وهي مقدمة مجاناً حيث توفر للأسر المنتجة دخلاً جيداً ووجدنا حرص كثير من الأسر بالمشاركة كل عام، كما أتذكر أنه تم نشر عائدات عشرة أيام من مهرجان الأسر المنتجة في إحدى الصحف المحلية وأنّ الدخل يزيد عن خمسة ملايين ريال، وبهذا الرقم نستنتج أن معدل نصيب كل أسرة بما يقارب الخمسة آلاف ريال. وأضاف: الهدف من ذلك ليس المال بل بتعريف الأسر المنتجة بالمجتمع والمؤسسات والتواصل فيما بينهم. أجواء الحديقة هاني العتيق من جانبه، قال مدير حديقة الوطن المشاركة في مهرجان الرياض للتسويق والترفيه، هاني العتيق: نحن في مكان مفتوح ولا نستطيع وضع آلية لمقاومة الحرارة ولهذا عملنا يكون مسائياً، بالإضافة إلى أن الحديقة مخضرة ومساحتها الكبيرة جعلت الأجواء ألطف من أماكن أخرى، وذلك بوجود مسارات وشلالات لها دور في تلطيف الجو كما يوجد في بعض الشاليهات بعض الرثاثات التي تلطف الجو كثيراً. وأضاف أن فعاليات الحديقة تبدأ يومياً من الساعة التاسعة والربع فهو الوقت المناسب لأجواء الرياض التي تأقلم السكان معها. وأضاف العتيق: لا يعد عامل الجو عائقا لإقامة مهرجانات أو أنشطة سياحية، فمثلا مدينة دبي تعاني من الرطوبة والحرارة ولكن لا تجد من ينتقد الجو كمعيق للأنشطة، ومع ذلك نجحت. وأنا أعمل في الحديقة منذ 16 عاماً لم أشاهد أي حالة تعرضت للضرر بسبب أجواء الطبيعة. عوائد بسبب الزوار وعن الاستثمارات وعوائد المهرجان قال العتيق: مشاركة حديقة الوطن في المهرجان زادت مدخولاتها من خلال عدد الزوار وبالذات هذه السنة، والسنة الماضية. فتقريباً 20 % من زوار الحديقة يأتون من خلال المهرجان، كذلك عديد من الفعاليات والمهرجانات التي تقيمها أمانة مدينة الرياض. 1.8 مليون ريال ويقول مسؤول تسويق وخدمات العملاء في مركز الفيصلية أنس الأغا: من خلال عملي لامست إقبالاً كبيراً على مهرجان الرياض للتسوق والترفيه ولا أرى أي عامل أثر سلباً على المهرجان، خصوصا ما يقال عن عامل الطبيعة، فخلال أول ثلاثة أيام وصل عدد الزوار ما يقارب 25 ألف زائر وقدمنا مليوناً و800 ألف ريال مقدمة من مركز الفيصلية بمناسبة مهرجان الرياض للترفيه والتسويق. فبعد دعم أمير منطقة الرياض تعد المدينة فعالة وزاخرة بالنشاطات. ميزة المراكز التجارية ولمعرفة معوقات ونجاحات المهرجان التقت «الشرق» بمدير الإدارة السياحية لمهرجان الرياض للترفيه والتسويق حسين بن مشيط الذي قال: من المعروف أن أغلب فعاليات المهرجان تقام في مراكز تجارية وترفيهية مجهزة ومكيفة وغالباً في فترة المساء وأعتقد أن هناك مهرجانات تقام في مدن مجاورة أكثر حرارة ورطوبة لكنها مازالت وجهات تجذب كثيراً من الناس. احتساب من الشركاء وعن حجم المبالغ المستثمرة في مهرجان الرياض للتسوق والترفيه قال مشيط إن المبالغ محدودة السيولة، ولكن احتسبنا الاستثمارات من شركاء المهرجان من مراكز تجارية وترفيهية وحملة إعلامية وإعلانية فهي ولله الحمد جيدة. ومردودها كبير على شركاء المهرجان، في برنامج التخفيضات أولاً ومن ثم في البرامج الترفيهية والأسر المنتجة والشباب والشابات، وفعاليات العاملين في الوظائف والأعمال الصيفية، وأضاف: ليس لدي أرقام ولو تقريبية عن حجم العوائد ولكن أؤكد أنها كبيرة مقارنة بحجم الرياض العاصمة. خمسة ملايين زائر وحول مستوى الحضور قال مشيط: الإحصاءات الرسمية للأعوام السابقة ومن مركز ماس التابع لهيئة السياحة ومن بعض شركاء المهرجان تعطي مؤشرات مرتفعة جداً تصل إلى أكثر من خمسة ملايين زائر وربما أكثر. أما عن دور هيئة السياحة فهي المرجع الأساسي والداعم الرئيسي لمهرجانات المملكة عامة. النمو التصاعدي خالد الدغيم من جانبه، أوضح عضو المركز العربي للإعلام السياحي خبير التسويق السياحي خالد آل دغيم أن السياحة مورد اقتصادي مهم جدا والعوائد منه مجزية والأرقام تشير إلى النمو التصاعدي المستمر وحقيقة أن بوصلة السياحة أخذت تتجه للداخل في المملكة العربية السعودية وأصبح لدى المستثمرين قناعة تامة في عوائدها ومن المعلوم أننا أكبر بلد يصدر رؤس الأموال والبشر سنوياً بحثاً عن السياحة والترفية بمليارات الريالات وكشفت تقارير إحصائية حديثة عن تحقيق مستويات ضخمة في عائدات السياحة الداخلية، وهو ما تمخضت عنه المهرجانات السياحية في عدد من مناطق ومحافظات المملكة. 533 مليون دولار وعن حجم أموال عائدات المهرجانات قال آل دغيم: قدّرت عوائد العجلة السياحية الداخلية بأكثر من ملياري ريال (533 مليون دولار) كعوائد دورية. وتجاوز الذين يستفيدون منها أكثر من 25 مليون زائر وسائح، وعن المهرجانات في المدن الحارة أشار آل دغيم إلى أن دبي وغيرها من البلدان والمدن الحارة نجحت في جذب السواح وتسجيل حضور لافت من خلال تميز الفعاليات ومتعة التسوق لأن السياحة تقوم على عدة عوامل للجذب ولا تنحصر في اعتدال الأجواء فقط. إقامة الزوار وعن حال عوامل الجذب في المملكة ومرافق الإقامة قال آل دغيم: هناك السكن المريح وهو أول هذه العوامل وتشير التقارير إلى ارتفاع أسعار الإقامة في جميع المناطق بالسعودية، حيث بلغ مجموع عدد ليالي الإقامة المتوقع تحقيقها 87.4 مليون ليلة وهذا يفتح الاستثمار أمام التجار في قطاع الإيواء ويضمن لهم عوائد مجزية. وتشير الاستطلاعات إلى أن الغرض الأول للرحلات السياحية المحلية، هو قضاء العطلات والترفيه بنسبة 50%، وفي المرتبة الثانية الأغراض الدينية بنسبة 24.5%، ثم زيارة الأصدقاء والأقارب بنسبة 21.5%، و2.8% للأعمال والمؤتمرات. وتتصدر السيارات الخاصة ما نسبته 87% من إجمالي وسائل النقل المستخدمة من قبل السياح المحليين، ويأتي بعد ذلك التنقل جوا بنسبة 7.8%، وسيارات الأجرة بنسبة 3.4%. 70 % سياحة الداخلية وعن النظرة السلبية للسعوديين تجاه السياحة الداخليّة قال آل دغيم: تغيرت النظرة السلبية من قبل السعوديين تجاه السياحة الداخلية بنسبة تتجاوز 70%، لعدة أسباب منها توفر البرامج والأنشطة وتنوع المهرجانات وانتشار المدن الترفيهية والمولات وتنوع السياحة ونمو سياحة الأعمال. ثراء سياحي كبير وقال آل دغيم : من الواضح جداً أن حجم الاستثمارات لتعزيز المناخ السياحي في الرياض كمدينة كبيرة وعاصمة مكتملة الخدمات مشجع جداً حيث إن العوائد مجزية وتحقق تطلعات المستثمرين في القطاع السياحي، والميزة النسبية لمدينة الرياض أنها تستقطع حصة جيدة من سوق سياحة المؤتمرات على مدار العام والسياحة العلاجية، والمولات المتقدمة وبها الشركات الكبرى ومدن الملاهي العالمية والمتاحف والمعالم البارزة وهناك برامج سياحية متنوعة. تطور المتنامي وعن مستقبل المهرجانات السياحية كداعم للاقتصاد قال آل دغيم: لقد تعزز مناخ الاستثمار السياحي فيها لدرجة متقدمة ومشجعة جدا وتزخر بكنوز سياحية تمثل عناصر جذب بالإضافة إلى التطور المتنامي في مجمل مجالات العمل السياحي وهي غنية بالروافد المتعددة للسياحة الوطنية. وأضاف آل دغيم: يكفينا فخراً أن الإنسان السعودي عرف بالكرم والضيافة حتى وهو في خيمته بالصحراء فهو يسعد بمن يأتي إليه ويقوم له بواجب الضيافة على أكمل وجه. والملاحظ سعي جميع القطاعات المشاركة إلى إرضاء أذواق مختلف شرائح المجتمع بما يلبي متطلباتهم من التسوق والترفيه. وبرنامج الجوائز اليومي الذي تقدمه اللجنة المنظمة والشركات الراعية والمشاركة بمهرجان الرياض للتسوق والترفيه وقد شكل حافزاً جاذباً للأسرة للفوز بنصيبها من الجوائز المتنوعة والتردد اليومي للاستمتاع والفائدة. وأثنى آل دغيم على دور الهيئة العامة للسياحة والآثار حيث وفرت الحملات الإعلامية والبيانات والإحصائيات وحضور المسؤولين في جميع الفعاليات لدليل على تذليل المعوقات أمام السياحة إلى جانب منتجات الهيئة التي وفرتها أمام الجميع. المهرجان احتوى على العديد من الفقرات التي تتناسب مع النساء والأطفال لقطة لإحدى الفعاليات