شهد إعلان النادي الأدبي الثقافي في جدة لخطته البرامجية للموسم المقبل، اعتراضاً من قِبل عدد من أدباء ومثقفي المحافظة، وإشادة من آخرين. إلا أن رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي رد بقوله إن الأنشطة المعدة في الخطة هي نتاج ورش عمل واجتماعات واستفتاءات، شارك فيها أعضاء الجمعية العمومية للنادي، ومرتادو النادي، وكذلك زوار موقع النادي على الإنترنت. ويركز النادي في خطته المقبلة على السعي لبناء جيل جديد من الأدباء والمثقفين المبدعين الشباب في المملكة العربية السعودية. وقال السلمي إن النادي عرض خططه المستقبلية على أعضاء الجمعية العمومية، وأنها حظيت بنقاشات مهمة، ونتج عنها البرنامج الذي يعكف مجلس الإدارة على تنفيذه حالياً ويهدف إلى بناء جيل جديد من الأدباء والمثقفين المبدعين الشباب في الساحة السعودية. الدورات.. أولوية وأوضح في رده على سؤال ل«الشرق» عن الدورات في أنشطة النادي، أنها «ستكون من ضمن أولويات النادي، خصوصاً وأنها كانت مهملة خلال الفترات السابقة. لقد وضعنا استفتاء للجمهور في موقع النادي على الشبكة العالمية حول أهم البرامج والفعاليات التي يريد الجمهور أن يهتم النادي بها، فجاءت الدورات في المقدمة». وقال إن النادي يدرك أهمية إقامة برامج مدروسة، ومبنية على أسس منهجية لتنمية المواهب الأدبية والثقافية لدى الشباب، في خططه وبرامجه للفترة المقبلة، «وكل ذلك يتم عبر عديد من الدورات التدريبية وورش العمل والفعاليات الأخرى». وأضاف «لهذا جاء برنامج (طاقات)، الذي نفذ خلال الفترة الماضية، وتضمن دورة في مجال الإبداع الروائي»، موضحاً أن النادي سينفذ بعد عيد الفطر المبارك إقامة دورة ثانية في مجال الإبداع الشعري، وأخرى حول الإعلام الثقافي. ورأى رئيس النادي أن هذه البرامج لن تتوقف، مبرراً ذلك بأن «فئة الشباب في المملكة تشكل شريحة كبيرة قد تصل إلى 50% من المجتمع»، وأن هذه الفئة بحاجة إلى مزيد من البرامج التي «تنمي مهاراتها، وتصقل قدراتها، وتوجه طاقاتها، وفق أسس علمية موثوق بها، وخبرات معرفية متقدمة». عودة «حوار» وأشار السلمي إلى عودة جماعة «حوار» النقدية في الموسم المقبل، وقال «اتفقنا مع الدكتور حسن النعمي.. على عودة نشاط الجماعة»، لتكون «إضافة نوعية لنشاط النادي، كما أننا سنبدأ اعتباراً من الموسم المقبل أيضاً في إقامة فعاليات المنتدى الشعري، وسيكون تحت إشراف الدكتور يوسف العارف والشاعر عبدالعزيز الشريف، بالإضافة إلى استئناف جلسات حلقة جدة النقدية برئاسة الدكتور سعيد السريحي». وتابع «نستعد من الآن لجعل جميع أيام الأسبوع الستة (أيام الأسبوع عدا الجمعة)، مليئة بالبرامج والأنشطة الثقافية المفيدة، ولا يوجد لدينا حالياً وقت فراغ على مدى أيام الأسبوع». من جانبه، أعرب المشرف على جماعة حوار الدكتور حسن النعمي، عن سعادته برغبة النادي في عودة نشاطات الجماعة، وقال إنه تم الاتفاق مع إدارة النادي تقريباً على تحقيق هذا الأمر، وأنه لم يتبقَّ سوى بعض الترتيبات البسيطة التي سنعمل مع النادي على إنهائها قبل بداية الموسم الجديد للنادي. غلبة النقد وفي تعليقه على برنامج النادي للموسم المقبل، أوضح الشاعر عبدالرحمن الشهري (صاحب ديوان «لسبب لا يعرفه») أنه لاحظ غلبة النشاط النقدي على برامج النادي في النشاط المنبري، مثل ملتقى النص، وكذلك في تخصيص يومين من أيام الأسبوع للحلقات النقدية وجماعة حوار، وأيضاً في إعلان «جائزة جدة للدراسات النقدية»، التي أعلن النادي عن إنشائها مؤخراً، بينما تراجع الإبداع إلى مرتبة متأخرة من اهتمام النادي. عمل ومهنية عمرو العامري إلا أن القاص عمرو العامري قال إن النادي «يعمل بصمت ومهنية على تفعيل عمل مؤسساتي يخدم الثقافة والمثقفين، فالنادي عمل على إنشاء عدة جمعيات وورش عمل ثقافية تهتم بالشعر والقصة والنقد، وهو يعمل بشراكة مع وزارة التربية والتعليم لاكتشاف المواهب الشابة»، مضيفاً أن «لدى رئيس النادي كثيراً من الرؤى والآمال، لكنه أيضاً يطمح إلى دعم المثقفين وتواصلهم وطرح رؤاهم وأفكارهم، والنادي حريص على تفعيل التواصل وإدارته موجودة يومياً، وفي المقابل لديهم كثير من العوائق.. أولها التكلفة العالية لإدارة وصيانة مبنى النادي الجديد». المرأة وواجه اقتراح قدمه رئيس النادي بخصوص إقامة منتدى ثقافي نسائي، معارضة من المثقفات، وعدّته الكاتبة حليمة مظفر «عودة إلى الوراء»، و»تفريطاً بمكتسبات تم جمعها خلال السنوات الماضية»، ورأت أن القبول به يعني التفريط من المرأة أولاً بهذا الحق، وثانياً من قِبل النادي، مطالبة النادي بدمج المرأة في نشاطاته، شأنها شأن الرجل تماماً. وأبدت مظفر عديداً من الملاحظات على برامج النادي للعام الحالي، متسائلة «أين المرأة من كل هذه النشاطات؟ ولماذا هذا الغياب الكبير؟».