يقول مؤلف كتاب «قصص الأعمال: بصائر الإدارة من الأدب العظيم»، روبرت إيه براور: «التخصصات الإنجليزية تأخذ بجماع القلب، فالأدب مثلا، يزودك بنفاذ البصيرة التي تحتاجها للبقاء في ميدان العمل». كان «براور» يشغل، في السابق، منصب المدير التنفيذي والرئيس في شركة «ميدنفورم». راوده حبه القديم للأدب، فترك المنصب بمحض إرادته. وبعد التقاعد قام بتدريس مقرر يسمى «قصص الأعمال التجارية»، في جامعة نيويورك. يقول براور: «تعتبر الأعمال الأدبية ذات الخيال الخصب، من المصادر غير المستقلة بالنسبة للتنفيذيين الذين يحاولون فهم المشكلات الإنسانية المزمنة وإيجاد حلول، حيث يتعامل الأدب مع كافة تلك المشكلات: أهمية الصورة، الصراعات الشخصية، الفعالية، القيادة وسياسات العمل». ووفقا لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية، فإن قراءة كتاب براور، تعتبر مثل أخذ مقرر مثير في الأدب والإدارة. ومن بين النماذج التي اشتمل عليها ذلك الكتاب: مسرحية «وفاة بائع» التي قام بتأليفها «آرثر ميللر» في عام 1949م، وتدور أحداثها حول بائع فاشل أصبح رمزا عالميا لمصائب الحياة المشتركة، وللعاجزين عن مواكبة التغيرات التي تقوم بها الشركة في الأعمال التجارية أو المنافسة، كما تتعامل مع الشبان الذين يعملون في الشركات ويتطلعون للترقية. في النهاية يفشل البائع «ويلي لومان» في أن يتصالح مع نفسه وتجنب الوعي الذاتي المطلوب لتعديل الحياة المشتركة. وحتى بعد أن تم إطلاق النار عليه، لا يستطيع «لومان» مواجهة الوضع المقبل. أما رواية «ديك الخشن» التي كتبها «هوراشييو ألجر»، والتي نشرت في عام 1867م، تعمل على طرح نموذج الرجل العصامي. وتدور أحداث الرواية حول مُلمِع أحذية يتنقل بين زبائنه من الفقراء والأغنياء خلال يوم عمل شاق. ولكن براور أشار إلى أن «ديك» يحرص على اكتساب صورة الرجل المحترم أكثر من حرصه على الثراء. أما رواية «الطريقة التي نعيش بها الآن»، لمؤلفها أنتوني ترولوب، والتي نشرت في عام 1873م، فإنها تستكشف قوة الصورة والوهم في القيام بالأعمال. وتدور هذه القصة حول ممول ثري يدعى ميلوتي، يستطيع استدراج الأبرياء إلى الهلاك المالي بطريقة احتيالية. «لم يكن بليغا، لكن الرجال المحترمين الذين يسمعون حديثه يتذكرون أنه أوغستوس ميلوتي العظيم، الذي ربما يضعهم في مصاف الأغنياء، لذا تجدهم يهتفون باسمه». تعلم براور حينما كان في منصب المدير التنفيذي لشركة «ميدنفورم» في الأول أهمية الصورة. يقول: «إن نمو الأرباح طويل المدى يعتمد على جذب عقول العملاء، ومن ثم فإنهم سيشترون منتجاتك حتى مع وجود ما يفوقها جودة».