يصعب فهم سر خلود بعض الروايات وانتشار إنتاج عيون الأدب الروائي العالمي. فهناك روايات لا تزال تحتل المراتب الأولى في الترجمات العالمية، حتى بلغ إعجاب القراء بكتّاب تلك الروايات أن جعلوا من بيوتهم مزاراً يرتاده السياح الأجانب والمعجبون بأسلوب ذلك الروائي أو تلك الكاتبة. ومن الأدب الغربي الخالد والمنتشر حتى الآن: ٭ مرتفعات ويذرنج.. ل شارلوت برونتي 1847م. ٭ قصة مدينتين ل تشارلس ديكنز 1812-1870م. ٭ ذهب مع الريح ل مارغريت ميتشيل 1900-1949م. ٭ جميع قصص الكاتب: آرثر كونان دويل 1859-1930 وهو كاتب قصص المخبر السري شرلوك هولمز. وتزيد شهرة الرواية إذا ظهرت في فيلم طويل كما هي الحالة مع رواية ذهب مع الريح، حيث جرى إخراجها في فيلم استغرق أربع ساعات وجلب خلال عشرة أعوام ما يصل إلى ثمانية وثلاثين مليوناً من الدولارات وشاهده الناس في مختلف بقاع الدنيا.. كما أن الرواية ترجمت إلى ثلاثين لغة من بينها العربية. وعند ظهورها عام 1936م بيع منها في يوم واحد فقط خمسون ألف نسخة.. وبعد مرور نصف قرن على صدور الرواية أصدرت الحكومة الأمريكية طابعاً تذكارياً بهذه المناسبة. هذه الرواية - فيما أرى - اكتسبت شهرتها في الولاياتالمتحدة لأنها تمس عاطفة الشعب الأمريكي لأنها تتعلق بالحرب الأهلية الأمريكية التي قيل عنها إنها من اسوأ الحروب في ذلك التاريخ حيث انتهت بهزيمة الولاياتالمتحدة والحفاظ على الاتحاد، ويتخلل الرواية وصف كامل للحياة الاجتماعية بجنوب الولاياتالمتحدة الذي غلب عليه وضع الرق. أما كتابات «آرثر كونان دويل» فخلودها يكمن في المنزل رقم 221 ب في شارع مهم في مدينة لندن اسمه بيكر ستريت، في ذلك المنزل كان يقيم شرلوك هولمز وصديقه الحميم الدكتور والتسون. وشهدت غرفة الاستقبال في ذلك المنزل حل ألغاز الكثير من الجرائم. والطرافة في هذا كله أن السياح والمعجبين بشخصية شرلوك هولمز لم يفلحوا في العثور على المنزل لسبب بسيط تماماً وهو انه لا وجود أصلاً لمبنى في بيكر ستريت يحمل ذلك الرقم. اعتقد أن المؤلفين قد خلدوا رواياتهم هذه لأن من - أي كاتب - وقع في أسر الصور العامة التي خلقها لنفسه أمام قرائه، وما عليه إلا أن يبدع ويجيد حتى لا تتشوه الصورة.