فهد العوني العنزي الأمن أهم ركائز الحياة التي لا يمكن أن تقوم الحياة بدونها، بالأمن يستطيع الإنسان أن يقوم بأهم عمل خلق من أجله ألا وهو العبادة، إذ لا يمكن للإنسان أن يطمئن في عبادته وهو يشعر بالخوف على نفسه وجميع جوانب حياته، بالأمن يشعر الإنسان بطعم النعم التي أنعمها الله عليه وجعلها وسيلة لأداء عبادته، ولذلك اهتم ديننا الإسلامي بالأمن وجاء ذلك مجملا في حفظ الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعقل والمال والنسل، وشدد على حفظها وصيانتها، بالأمن تعمر الأرض وتبني الأوطان وتسعد البشرية وبالأمن تتطور المجتمعات وتزدهر وتصل إلى أهدافها السامية…، كل نعمة إذا فُقد الأمن لايمكن للإنسان أن يشعر بحلاوتها ومتعتها، من خلال هذه المقدمة يمكننا أن ندلف لصلب الموضوع الذي أريد المساهمة في إيضاحه وفتح الباب على مصارعيه للنقاش فيه وتوضيح أهميته، إنه أمن الوطن الذي يؤوينا جميعاً، إنه الحضن الدافيء الذي نجد فيه الراحة ونشعر فيه بلذة الحياة، إنه الشجرة الخضراء التي نتفيأ ظلالها، إنه النبع الزلال الذي نشرب منه جميعاً، إنه البيت الكبير الذي نلتقي فيه ونتبادل التهاني بأفراحنا ونتواسي تحته في أتراحنا، إنه الوطن ذلك السفينة التي تقلنا وأي خلل فيه لا قدر الله سينعكس علينا جميعاً، إنه بمثابة أحد أعضاء جسمنا التي لا يمكن أن نضحي بها أو نجعلها عرضة للمساومة بأي ثمن. إخواني الأعزاء وطننا الحبيب وفي جزء منه غال «العوامية» جرت خلال الأيام الماضية فيه بعض الأعمال المرفوضة التي قام بها أناس من أبناء جلدتنا وإخوة لنا في الدين وشركاء لنا في الوطن، وبهذا نتوجه للعقلاء منهم، ونقرئهم السلام ونقول لهم بأن عليهم دورا وهو رفض هذه الأعمال وبكل حزم ونذكرهم أنهم إخوة لنا، عليهم واجبات ولهم حقوق إخواني الأعزاء الوطن بمثابة الكنز بيد الجميع لا يمكن أن يفرط به عاقل، هذه النعم التي نعيش فيها يجب أن نتعاون ونتكاتف من أجل حمايتها، إخواني الكرام لا يمكن أن تدوم لنا هذه النعم إذا نحن لم نأخذ على يد السفهاء أو الجهلاء منا الذين قد يكونون أعداء لأنفسهم قبل أن يكونوا أعداء للمجتمع بعامته، ومن ثم يقومون بفعل أشياء تحرمنا من النعم التي نتلذذ بها في وطننا الغالي، هذه النعم التي يحسدنا عليها القاصي والداني، علينا المحافظة عليها من يد أي عابث سواء قريب أو بعيد علينا أن نجعل المساس بها خطا أحمر لا يمكن لأحد الاقتراب منه ولا نغتر بمن يحاولون زجنا في متاهات تفتح علينا أزمات من الفتن ستكون منغصاً علينا لا محالة إذا نحن سلمنا بها أو باركنا عمل من يقوم بها، نحن إخوة إن حدث بيننا أي خلاف يجب أن نقوم بحله فيما بيننا بالحوار والحكمة ونطلب من الله العون، وألا نجعل مصيرنا بيد فئة من الجهلاء بحكم سنهم وعدم درايتهم بعواقب ما يقومون به من أعمال تضر بنا جميعاً، ختام القول أحسنه، وبه أكرر لا يمكن أن تدوم هذه النعم التي نعيش بها في حال أننا سمحنا للعابث منا ينفذ بها مغامراته وعلينا أن نتعظ بما يدور ببعض البلاد حولنا التي أيقظت فيها الفتن وتحسرت شعوبها على ما كان في سابق أحوالهم علينا أن نتعظ وألا نجعل أنفسنا للآخرين موعظة، أيضا علينا أن نعي أن النار تبدأ من مستصغر الشرر، يمكنها أن تحرق أخضرنا ويابسنا ولا تستثني منا أحدا علينا أن نداوم أنعمنا بالشكر ولا نكون سببا في زوالها بالكفر الذي سيكون استحقاقاً في إنزال العقوبة علينا كما قال الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) إنها عقوبة كفر النعم أذاق الله أهلها الخوف والجوع بعدما كانت آمنة مطمئنة، أرجوكم استشعروا حاضرنا واستشرفوا مستقبلنا إذا نحن سمحنا للفتن أن تدب بيننا وتعصف رياحها بإنجازاتنا وخيرات وطننا الغالي حتماً ستكون للأسوأ.