حين نمعن النظر ونتأمل ما يجري في العالم من حولنا ندرك عظيم نعم الله علينا وهي نعم لا تعد ولا تحد : قيادة حكيمة تقيم شرع الله و تتمسك بالقرآن والسنة... دعوة إلى الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر... تقدير للعلم وإجلال للعلماء... رغد عيش وحياة هانئة كريمة للجميع... أمور خدمية في كافة المجالات والميادين... أمن وأمان وراحة واستقرار... تآلف وتراحم وتلاحم بين الراعي والرعية. إلى غير ذلك من النعم الخاصة والعامة والظاهرة والباطنة (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)، (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة). العالم من حولنا وفي المقابل لو أمعنا النظر في العالم من حولنا لأدركنا بشكل أكبر عظم النعم المتعاقبة علينا في هذه البلاد (لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد)، والعالم من حولنا فيه : * انقسامات واختلافات ومشاحنات. * مظاهرات ومسيرات واعتصامات. * حكومات ظالمة وأنظمة فاسدة وقوانين بائدة إلا من رحم الله. * فقد للأمن والأمان ولا راحة ولا استقرار. * خوف وجوع ونقص في الأموال والأنفس والثمرات. * ضعف في الأمور الخدمية والاحتياجات. * نفرة بين الراعي والرعية. * حوادث وزلازل وبراكين وأعاصير وعواصف. * حروب طاحنة وطوائف متعددة. إلى غير ذلك من الأحداث والكوارث التي يشيب لها رأس الوليد، في ظل هذا وذاك «حالنا وحال العالم من حولنا» يتوجب علينا أمور كثيرة، فماذا يقول علماؤنا ومشايخنا الكرام؟ التقينا في هذا الحوار مع الشيخ «صالح اليوسف القاضي بمحكمة الاستئناف بالمنطقة الشرقية فقال: يتحقق الخير والإصلاح في ظل الأمن والأمان، وهذا ما نشعر به جميعا في هذه البلاد المباركة، وأضاف أنه ليس هناك شك في ان الناظر بعين البصيرة إلى العالم من حولنا يدرك تماما الفتن المتلاطمة التي تموج كموج البحار وما نتج ومازال ينتج عنها من أحداث أليمة في العالم كله وعالمنا الإسلامي والعربي، بل وحتى الخليجي ويأتي في مقدمة نتائج هذه الفتن والأحداث فقدان الأمن الذي بسبب فقده تصعب السيطرة على المجتمع ويصعب الإصلاح ويصعب كل شيء، وفي مقابل ما يجري في العالم فان بلادنا ولله الحمد قد سلمها الله مما يكيده لها الأعداء فبقيت آمنة مطمئنة وستبقى بإذن الله في ظل شريعة الإسلام وفي ظل قيادتنا الرشيدة حفظها الله. تذكير وتأمل وأضاف الشيخ اليوسف قائلا : أنظروا إلى واقعنا الجميل كيف يخرج الواحد منا من بيته ذاهبا إلى عمله أو مسافرا تاركا أهله وداره وأولاده وبعضا من ماله وغيره لا يخشى عليهم شيء ثم يعود اليهم بعد انتهاء العمل آمنا مطمئنا ، وكذا نرى الأطفال والشباب والنساء يغدون ويروحون في أمن وأمان هذه النعمة العظيمة وغيرها كثير تدعونا إلى أن نشكر المولى جل وعلا على هذه النعم ونحمده عليها، فبالشكر تدوم النعم كما قال تعالى (ولئن شكرتكم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) وقد حضرنا الله من كفران النعم ودعانا إلى التفكر في حال من بدلوا نعمة الله كفروا واحلوا قومهم دار البوار. شكر النعمة وفي ختام حديثه شكر الشيخ يوسف لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله على عطاءاته لشعبه فهو عطاء من أب كريم لشعب محب وفي انطلاقا من قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) : «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، ودعا الله ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه. تجديد الشكر من جهته أكد الشيخ «خالد الرشودي» رئيس المحكمة الجزئية بالخبر ما ذكره الشيخ صالح اليوسف حول شكر النعمة في ظل ما ننعم به في هذه البلاد المباركة ، حيث قال: إن شكر النعم أصل في ديننا الإسلامي الحنيف وينبغي تجديد الشكر عند تجدد النعم ونعم الله علينا تترى وكثيرة وهي من الله وحده، (وما بكم من نعمة فمن الله). وبما أنعم الله علينا سبحانه وتعالى من نعمة الدين بمقاصده العليا، حيث حفظ على الإنسان نفسه وعقله وماله وعرضه ونسله. وأكد الرشودي أن الحياة لا طعم لها بدون أمن وأن الواحد منا لا يطمئن في عيشه ولا في عبادته إلا بالأمن وهذا ما نشهده في مملكتنا الحبيبة. كل ذلك بفضل الله ثم بفضل هذا الدين القويم الذي تنتهجه بلادنا وتتخذه دستورا لها في الحياة عامة. وعلق في حديثه بأن العالم يشهد بما يحمله شعب المملكة من حب ووفاء لوطنه ولقائده وأوضح أننا استبشرنا بالأوامر الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، ثم قال: إن ما نهدف إليه هو الولاء والطاعة لله ثم لرسوله ثم لولاة أمرنا.