وجّه لاجئون سوريون التقتهم “الشرق” في مدينة المفرق الأردنية انتقادات حادة لجهود الإغاثة التي تقدم لهم، ووصفوها بأنها غير كافية. وخص عدد من أولئك اللاجئين “جمعية الكتاب والسنة” بهجومهم، فيما قالت سيدات سوريات إن الجمعية كانت تسلمهن تبرعات بمبالغ معينة، ولكنها تجعلهن يوقّعن على مبالغ أكبر من التي تُسلم لهنّ، وقال لاجئون إنهم يتعرضون لمعاملة خشنة وعدم تعاون من قِبل مسؤولي التوزيع في “جمعية الكتاب والسنة”، وتمييز بين اللاجئين. “الشرق” رصدت بالصوت والصورة في زيارة مفاجئة لمقر الجمعية سيدة سورية كانت تحاول الحصول على مساعدة من مقر الجمعية في المفرق، إلا أن الموظفين كانوا يتعذرون بنهاية وقت الدوام، وبالتزامهم بمواعيد، ورفضوا إدخالها واكتفوا بالحديث معها عند الباب، فيما لم يلتفتوا إلى شكواها من عدم وجود شيء في بيتها وحاجتها إلى المعونة الفورية، ولكن معاملة الموظفين تغيرت فور أن لاحظوا وجود مراسل “الشرق” فأخذوا بيانات السيدة ووعدوها بالاتصال بها في وقت لاحق. سيدة سورية أخرى التقتها “الشرق” قالت إن الإعانات التي تتلقاها أسرتها غير كافية، وأن مسؤولي الجمعيات، وخصوصاً “جمعية الكتاب والسنة”، يهتمون بلاجئين ويهملون آخرين، وحسب العلاقة الشخصية ودون معايير، وقالت إنها في إحدى المرات وقعت على إيصال بمبلغ 150 ديناراً أردنياً فيما استلمت سبعين فقط من الجمعية. وتحدثت السيدة كذلك عن شبهات في علاقة الجمعية مع صيدليات معينة، حيث يصرفون لهم أدوية بطريقة مريبة، حيث تذهب السيدة إلى صيدلية معينة حسب طلب مسؤولي الجمعية، ويقومون بالاتصال بتلك الصيدلية لصرف الدواء دون تثبيت لقيمة الأدوية، وهو ما يثير الشكوك حول تسجيل قيم أعلى، وتحدثت السيدة في المقابل عن معاملة منظمة وحسنة نسبياً تلقاها من جمعية أخرى هي جمعية المركز الإسلامي. وأضافت سيدة أخرى أن “جمعية الكتاب والسنة” تغلق مخازنها نهاراً وتفتح ليلاً في أوقات متأخرة لخدمة لاجئين معينين، كما أن الجمعية تصطحب المتبرعين إلى لاجئين معينين كذلك، وتحدثت السيدة عن عدد من اللاجئين السوريين الذين وطدوا علاقاتهم مع الجمعية، وأصبحوا فجأة يمتلكون سيارات ويبدو عليهم الغنى، وفي المقابل أبدى أحد اللاجئين الذين التقتهم “الشرق” انزعاجه من الاتهامات التي وجهت للجمعية، وقال إن اللاجئين لا يقدرون جهود الجمعيات معهم. “الشرق” رصدت كذلك بالصورة إغلاق مخازن التوزيع التابعة للجمعية في المفرق، فيما كان من الصعب الوصول إلى مقر إدارتها في المدينة، حيث لا يعرفه كثير من أبناء المفرق، فيما لا توجد أي لافتة على المبنى تشير إلى أنه مقر للجمعية. ورغم محاولات “الشرق” المتكررة للحصول على تعقيب من مسؤولي الجمعية في المفرق أو في المقر الرئيس في عمان، إلا أن ذلك لم يفلح، حيث رفض مدير الجمعية في المفرق محمد الفحماوي التعقيب على الهاتف، متعللاً بضرورة مقابلته شخصياً، ثم امتنع بعدها عن الرد، فيما كان الهاتف المنشور على موقع الجمعية على الإنترنت مغلقاً لعدة أيام. يُشار إلى أن جمعية الكتاب والسنة تتلقى مساعدات مالية وعينية من الأردن ومن دول خليجية، وخصوصاً من السعودية.