دعا رئيس وزراء ليبيا خلال ثورة 17 فبراير وقائد تحالف القوى الوطنية، محمود جبريل، إلى تشكيل حكومة ائتلافية واسعة، وذلك بعد ظهور مؤشرات توضح تقدم التحالف على الإسلاميين فيما اعتُبِرَ مفاجأة واستثناءً من المد الإخواني في دول الربيع العربي خصوصا في شمال إفريقيا. وقال جبريل، في تصريحاتٍ صحفية أمس الأول، إنه يقدم دعوة صادقة لإجراء حوار وطني لتشكيل ائتلاف واحد تحت شعار واحد، وأضاف «هذه دعوة صادقة ومخلصة لكل الأحزاب السياسية العاملة اليوم في ليبيا». واعتبر جبريل أنه لا يوجد خاسر أو فائز في الانتخابات التي جرت يوم السبت الماضي وأنه مهما كان الطرف الفائز فإن ليبيا هي الفائز الحقيقي. ولعب محمود جبريل دورا محوريا في المجلس الوطني الانتقالي أثناء ثورة 17 فبراير إذ نجح في جمع الدعم السياسي والمالي وحتى العسكري من الدول والقوى الكبرى لمساندة المجلس والثوار في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، علماً أنه تسلم بعد سقوط طرابلس رئاسة الوزراء، ويرى عديد من الليبيين أنه نجح إلى حد كبير في معالجة كثير من المسائل والقضايا الأمنية والاقتصادية. ورفض جبريل وصف تحالف القوى الوطنية بأنه تحالف علماني وليبرالي، قائلا إن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسية، وهو تصريح سوف يساعد في الالتقاء مع الإسلاميين. وفي حين لم يعلق الإخوان على تصريحات محمود جبريل، أعلنت جماعة الوطن الإسلامية التي يتزعمها العسكري الثائر عبدالحكيم بلحاج نيتها دراسة الدعوة. وتشير التقديرات الأولية إلى تقدم تحالف القوى الوطنية على مقاعد القوائم وعددها ثمانون مقعداً من أصل مائتي مقعد، أما بالنسبة إلى المقاعد ال 120 المخصصة للمرشحين فردياً، فيُتوقَّع أن تنحو النتائج المنحى نفسه، حيث إن معظم المرشحين مدعومون من أحزاب سياسية. محمود جبريل (تصوير: علي قربوسي)