دعا رئيس تحالف القوى الوطنية محمود جبريل نحو 150 حزباً سياسياً في ليبيا إلى دعم تشكيل حكومة ائتلافية واسعة، وقال إنه يقدم دعوة صادقة لإجراء حوار وطني لتشكيل ائتلاف واحد تحت شعار واحد. وأضاف "هذه دعوة صادقة ومخلصة لكل الأحزاب السياسية، ولا يوجد خاسر أو فائز في الانتخابات، ومهما كان الطرف الفائز فإن ليبيا هي الفائز الحقيقي". ورفض وصف تحالف القوى الوطنية بأنه تحالف علماني وليبرالي قائلاً إن الالتزام بمبادئ الشريعة الإسلامية أحد مبادئه الرئيسية، وهو تصريح يمكن أن يسهل جهود إقامة علاقات مع الأحزاب الإسلامية. ولم تتوفر تعليقات على الفور من الجماعات البارزة مثل حزب العدالة والبناء وهو الفرع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن جماعة الوطن الإسلامية التي يتزعمها قائد الميليشيا السابق عبد الحكيم بلحاج قالت إنها ستقوم بدراسة الدعوة. كما أكد رئيس جماعة الأصالة الإسلامية السلفية علي رومة السباعي أن الباب مفتوح للحوار الآن بين كل الليبيين، مشدداً على أهمية وجود مبادئ واضحة يتم الاتفاق حولها، قائلاً "لن يكون الوصول إلى اتفاق ممكناً بدون معرفة ما هو مطروح على الطاولة، فنحن لا نساوم على مبادئنا". وإذا شكل ائتلاف كبير على هذا النحو فإنه سيهيمن بشكل حتمي على الجمعية الجديدة المؤلفة من 200 عضو التي ستقوم بتعيين رئيس وأعضاء مجلس الوزراء قبل الانتخابات البرلمانية الكاملة المقرر أن تجرى العام القادم. وكان نحو 1.8 مليون ناخب من بين 2.7 مليون سجلوا أصواتهم في نسبة إقبال بلغت أكثر من 60%. ورغم توقعات باندلاع أعمال عنف واسعة أثناء الانتخابات إلا أن الأجواء اتسمت بالهدوء إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي وقعت فيها أعمال شغب محدودة تم احتواؤها، وتركزت هذه التجاوزات في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة الليبية التي تشكو من التهميش بعد أن حدد عدد أعضاء ممثليها بستين مقعداً. وكان رئيس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا نوري العبار قد أعلن نتائج أولية للانتخابات في بعض الدوائر الانتخابية مثل مصراتة وزليتن؛ حيث أوضحت النتائج تقدم تحالف القوى الوطنية بنسبة كبيرة على نظرائهم الإسلاميين.