قال التشكيلي زمان جاسم إن «الفنان يبذل جهداً في المناطق العربية والخليجية، والسعودية تحديداً، أكثر من أية دولة أخرى، والفنان في خارج المملكة ينمو في بيئة فنية منذ الصغر، عكس واقعنا». وأضاف جاسم أن الفن متقدم، ووصل إلى مراحل متجاوزة قبل مائة عام، لكننا لا نزال نعاني من مشكلات مرتبطة بالبلدان، وليس بالفنان نفسه. جاء ذلك خلال أمسية أقامها منتدى حوار الحضارات في القطيف، مساء أمس الأول، أدارها صاحب المنتدى فؤاد نصر الله، وقدم فيها جاسم ورقة بعنوان «واقع الحركة التشكيلية لجيل الشباب بين المحفزات والمعوقات». وأكد زمان أن الفن أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة، وأحد ضروراتها، فهو ثقافة إنسانية تولد بشكل خفي، وتظهر ملامحها بفعل الإبداع، مؤكداً أن حديثه يخص كل الفنون، سواء المادية الملموسة، أم غير الملموسة، وقال «لولا الفن لما استطاعت البشرية الاحتفاظ بتراثها عبر العصور». وأوضح جاسم أن الفن في القرن ال 21 يحمل ملامح غامضة، فما عادت اللوحة المعلقة، ولا اللوحة ثلاثية الأبعاد، المسيطرة على الفن، وما عاد الفن يقيَّم بحسب مقدرة الفنان على الرسم، بل يعتمد اليوم على الفكرة والمفهوم. وقال «أنا لست تشاؤمياً، لكن مرت علينا فترة عصيبة قبل عشرين عاماً، وأذكر من المواقف البسيطة إحدى الفنانات التي أقامت أول معرض شخصي، وكيف حوربت حتى من الإعلام»، مؤكداً أن ثقافة المجتمع ونظرته للفن تغيرت كثيراً، وأصبحت بعض المجتمعات تتعامل مع الفن بشكل جدي، كضرورة في الحياة، مضيفاً «ولا تزال هناك فئات تتعامل معه بشكل سلبي مع الأسف». وأكد جاسم أهمية وزارة الثقافة والإعلام في دعم الفن، داعياً الفنانين والفنانات للاستفادة من أنشطتها، مشيراً إلى أن الوزارة أعطت دعماً في الفترة الأخيرة للفن التشكيلي، خصوصاً تنظيم المسابقات الفنية. إلا أنه وجه نقداً إلى بلدية القطيف، موضحاً أنها «لم تدعم الفنان في أي شيء يستفيد منه، على الرغم من أن الصلاحيات الممنوحة لها». وقال «لا يمكن للفن أن ينمو دون مؤسسات المجتمع (المؤسسات الأهلية)»، مشدداً على أهمية ذوي رؤوس الأموال، وموضحاً الحاجة إلى صالات عرض، إذ لا يوجد في منطقة القطيف صالة عرض متخصصة، على الرغم من أنها أكبر منطقة تحوي فنانين وفنانات في المنطقة الشرقية. وانتقل جاسم في حديثه إلى الفنانين، موضحاً أن هناك مشكلة في الاقتباس المباشر منهم، وأن هناك مجاملات كثيرة، مشيراً إلى رغبة الفنانين المبتدئين في إقامة معارض شخصية، عادا ذلك «انتحاراً قبل البدء». وشارك المسرحي الدكتور عبدالله العبدالمحسن بمداخلة في الأمسية، مؤكداً أن المعوقات التي يلقاها التشكيلي هي نفسها التي يلقاها المسرح وأكثر، موضحاً الصعوبات التي واجهته في بداياته، إذ كان الوحيد الذي يكتب لمسرح الطفل، ولم يكن هناك منافسون على الساحة، ما سبب عدم فرحته عند حصوله على أية جائزة. وفي نهاية الأمسية، تم تكريم المشاركين والمشاركات في دورة «فن فرشاتي»، التي نظمها المنتدى مؤخراً، وشارك فيها عدد من المبتدئين والمبتدئات في مجال الرسم، وتم عرض أعمالهم التي أنتجوها خلال الدورة.