دفنت مجموعة من الفنانين «جمعية التشكيليين»، بعد أن قصَّرت في أداء دورها كحاضنة للفن، وصورت لها مجموعة أخرى عرساً جميلاً يزف مستقبلاً أكثر إشراقاً وألقاً. ورفض الناطق الإعلامي لجمعية التشكيليين محمد المنيف، التحدث عن الماضي، إلا أنه علل فشل الجمعية في تحصيل ثمرات حصادها غياب ثقافة انتخاب المرشحين الأكفاء، والوقت الضيق، واستعجال الناس في رؤية إنجازات الجمعية. وتستعد «الجمعية» التي تأسست في عام 2007 م، ب 150 عضواً، لانتخابات مجلس إدارة جديد، واعتبرها المنيف «حلماً جميلاً وتحقق، على الرغم من مواجهتها معوقات مادية وتنظيمية»، ويطمح المنيف لتجاوزها للمرشحين الجدد. انتهاء الجمعية وفاجأ «الشرق» الفنان التشكيلي جاسم زمان بتساؤله: ألم تنته الجمعية؟ مضيفاً «الجمعية مجرد مسمى تأسيسي لا حضور له، ونشاطاتها أو فعالياتها لم تصلنا كفنانين»، واستبعد إلقاء اللوم على مجلس الجمعية، فالإشكال من وجهة نظره سببه تأخر التأسيس الذي كان يجب أن يكون قبل ثلاثين عاماً. وأوضح أن اختلاف جغرافية المملكة عامل مؤثر يضر بتمركز الجمعية في الرياض، وبعدها عن مناطق المملكة، وصعوبة التواصل فيها، وبروز عدد كبير من الفنانين التشكيليين في مناطق متعددة. وأوصى بتأسيس جمعيات مستقلة في كل منطقة تتبع لوزارة الثقافة، ليكون في الإمكان تأدية الغرض منها، والدور الممنوح لها. وقلل زمان من الخدمات التي قدمتها الجمعية للمحترفين، مقارنة بالمبتدئين، فهي لم تقدم له شيئاً، خصوصاً مع العقبات التي واجهته لينال العضوية، وكان يقينه أن الجمعية لن تكون بالإنتاجية التي يطمح لها، وذلك هو السبب في عدم إصراره للحصول على العضوية. وطالب زمان المسؤولين بتكثيف الجهود، وتحسين الميزانية، لتستطيع الجمعية الوقوف على أرض صلبة، مؤكداً أن كل جمعيات العالم لا تعتمد على ميزانيات ضخمة من الجهات الرسمية، إنما تعتمد على المؤسسات الخارجية. وقرن صعوبة اكتمال التأسيس، وضعف القاعدة، بالميزانيات التي يصعب توفيرها من الرعاية الخاصة في المملكة. وأكد زمان الخلافات في الآراء، وطريقة التأسيس، وصعوبة الاندماج بين التشكيليين والجمعية، متمنياً لمجلس الإدارة الجديد توحيد الفكر، والابتعاد عن محاولات الظهور، وتسخير الطاقات لخدمة مصالح التشكيليين، والاهتمام أكثر بالبرامج والفعاليات.
اجتماعات وكلام فارغ واعترضت الفنانة التشكيلية إيمان الجشي على سؤال «الشرق» عن خدمات الجمعية؟، وقالت: الجمعية لا تعدو كونها اجتماعات بكلام فارغ، ومطالبات بتجديد العضوية. وطالبت إدارة الجمعية بإعادة المبالغ التي دفعتها لتجديد عضويتها، متسائلة: أين ذهبت المبالغ التي دفعها عدد كبير من التشكيليين على نطاق المملكة؟ موضحة: لم نرَ ورش عمل، ولا معارض، ولا محاضرات. وتمنت أن تتسلم برنامجاً واضحاً يسير على نهجه المجلس الجديد.
ماتت كما صدمتنا إجابة التشكيلي علي الصفار، حين قال: ألم تمت الجمعية؟ ثم عاد لتفضيل وجود الجمعية على عدم وجودها، مبيناً أنها تثري الساحة التشكيلية، وتعطي مجالاً أرحب وأوسع للفنانين، وهي دار حاضنة لانطلاقة أي فنان.وأرجع الصفار ضعف أداء الجمعية إلى بداية التكوين، وقلة الدعم المادي، معولاً على دعم الأعضاء والمواطنين والجهات الرسمية لتنطلق تظاهرة تشكيلية متفردة بخطى ثابتة، حاثاً المجلس الجديد إلى البحث عن كيان متكامل، وتكوين الجانب الإداري والتنفيذي بشكل مدروس لتحقيق آمال التشكيليين المرجوة.ووصف الصفار نفسه بأنه مشجع من الدرجة الأولى للجمعية، معتبراً وجودها «مأوى وحماية للفنانين، والضوء الأخضر يحتاج لوقفة جماعية مادية ثقافية فكرية للوصول لما يطمح إليه الفنانون»، متوقعاً مستقبلاً أكثر إشراقاً للجمعية. حياد وابتعدت الفنانة التشكيلية سيما عبد الحي عن الانتقاد، أو الثناء على دور الجمعية، ورأت أن المقر الجغرافي للجمعية يقلل من التواصل المعلوماتي بين الأعضاء والجمعية، موضحة أنه من الصعوبة بمكان أن تكوِّن رأياً، أو وجهة نظر، حول الجمعية، بسبب عدم اطلاعها على ما يدور في الداخل.وتعرضت عبد الحي لخيبة أمل بعد أن قررت الجمعية إقامة معرض تشكيلي، ولم يصل للأعضاء خبر إقامته إلا بعد انتهائه، ولم يتكفل الإداريون بطلب لوحات الفنانين الأعضاء، أو حتى إخبارهم بموعد إقامة المعرض، مشيرة إلى مواجهة بعض الفنانين صعوبات في الحصول على عضوية، حيث دفعوا رسوم العضوية ولم يحصلوا على بطاقاتهم. ونفت عبد الحي تعرضها لهذه الصعوبة شخصياً. وقدرت عبد الحي صعوبة لم شمل الفنانين من أنحاء المملكة، مقترحة تفعيل شاشات عرض أثناء سير الاجتماعات المهمة. وتمنت اندثار السلبيات والانتقادات الموجهة للجمعية في هيكلتها الجديدة، لتكون إنجازاتها ذات قيمة محلياً وعالمياً، كحدث كبير وموثق.
فروع الجمعية لم يسمع الفنان عبد المجيد الجاروف بأي فعالية أقامتها الجمعية، على الرغم من بطاقة العضوية التي يحملها. وعارض إنشاء جمعيات مستقلة في كل مناطق المملكة، لوجوب تمثيل الجمعية الوطن ككل، لكنه تمنى وجود فروع تفعل فيها اللامركزية. وتبتعد فيها قرارات الأم (مركز الرياض)، عن قرارات الأبناء (الفروع)، وتحاسب فيها الإدارات عن تقصيراتها، وتسير النشاطات لكل منطقة، بما يتناسب مع إدارتها وتنظيمها. انتخابات مجلس إدارة الجمعية حدت من نشاطات الجمعية، مبيناً محاولات الجمعية التواصل مع وكالة وزارة الثقافة والإعلام لوضع حلول تتناسب واحتياجات الجمعية، كما نسقت الجمعية أيضاً مع بعض الجهات التي عوّلت عليها، غير أن الاستجابات كانت محدودة جداً. كشف مدير جمعية التشكيليين عبدالرحمن السليمان، في الرياض، أن الجمعية تعمل على تحضير انتخابات لإعادة تشكيل الجمعية العمومية لها، واختيار مجلس إدارة جديد، بتكليف من وزير الثقافة والإعلام. وتطرق السليمان للمعوقات المادية التي