الشيخ أحمد الأسير إمام أحد مساجد مدينة صيدا في جنوب لبنان، قرر مع أتباعه الوقوف في وجه ظاهرة حزب الله وسلاحه الذي يسيطرعلى الدولة اللبنانية لصالح إيران. فأعلن اعتصاما مفتوحا في الطريق العام الذي يربط جنوب لبنان ببيروت عبر صيدا. وطالب بتعزيز تحركه السلمي ومطالبة بتسليم سلاح حزب الله إلى الدولة اللبنانية. ورغم تدخل الجهات والشخصيات التي تمثل مدينة صيدا رسميا ودينيا وتمثل تيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري إلا أن الشيخ أعلن المضي في تحركه السلمي. هذه الظاهرة تتفاعل في لبنان بشكل كبير وسريع ، خصوصا وأن مداخلة هاتفية من الأسير على قناة الجديد الفضائية أدت إلى مهاجمة القناة ومحاولة حرقها، واللافت أن ردود فعل أنصار حزب الله وحركة أمل تقتصر على الشتائم والسباب تجاه الأسير وأنصاره واتهامهم بالطائفية فيما لم يتجرأ مثقف واحد ولا كاتب واحد من أنصار حزب الله على مناقشة هذه الظاهرة بشكل موضوعي واعتبارها ردة فعل على ما وصلت إليه الأمور من نفوذ لحزب الله في الدولة اللبنانية وحكومتها ووقوفه إلى جانب النظام السوري، فالفعل الحقيقي الذي يحتاج إلى نقاش هو وجود حزب الله ودوره وأبعاده والخديعة التي مارسها طوال السنوات الماضية في تأسيسه قوة مذهبية تحت عنوان المقاومة سرعان ما تحولت إلى احتلال البلد ليكون ورقة بيد المفاوض الإيراني الذي يفتح فمه لابتلاع الخليج العربي.