واصل امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير وانصاره نهار امس، اعتصامهم المفتوح على الاوتستراد الشرقي لمدينة صيدا «رفضاً للسلاح غير الشرعي»، ما دفع المعنيين الى تحويل السير الى الجنوب في اتجاه الكورنيش البحري للمدينة، واستحداث طريق للالتفاف حول مكان التجمع. وفي حين قال الاسير انه يدرس امكان نقل الاعتصام الى مكان آخر بناء على وعوده لعدد من التجار المتضررين، أكد أن نقل الاعتصام لا يعني إلغاءه، كما أن المكان الذي سينقل اليه الاعتصام يجب ان يؤدي الغاية نفسها منه «وأن يبقى موجعاً لا أن يجري تمييعه، بحيث استطيع الضغط على حزب المقاومة وحركة امل ليحققوا مطالبنا». ولفت الأسير الى ان الاتصالات تجري مع الكثير من الافرقاء اهمها مع وزير الداخلية مروان شربل «الذي نعزه، وهو تمنى علينا فتح الطريق، كما اتصل بنا عدد من مشايخ طرابلس الذين ربما سيصدرون بياناً وسيزورنا وفد منهم. ولا اعرف مضمون البيان ولكن لغاية الآن لم يقنعني احد بالبديل من الاعتصام كي يطرح السلاح بشكل جدي على طاولة الحوار». وشدد على أن تحركه «عبارة عن انطلاق انتفاضة كما حصل في مصر وغيرها، لم يسقط النظام الظالم الا بانتفاضة سلمية وحضارية وهذا ما نقوم به». ورفض الاسير التعليق عن مواقف مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني «الذي اصدر فتوى بتحريم ما نفعل»، وقال: «نحن ذاهبون الى تصعيد سلمي اذا لم تتم تلبية مطالبنا». وعن احتمال تدخل القوى الامنية لفض الاعتصام بالقوة، أكد الاسير أن «هذه الاوامر سنعتبر أنها نتيجة لاستمرار هيمنة السلاح، ومن سينفذها هو ابني وأخي، ونحن سنتقبل اجراءاتهم بصدور عارية وسنقول: انا لله وانا اليه راجعون». وزاد: «لم نعد قادرين على العيش تحت سلطة السلاح الذي حولنا الى عبيد وتحركنا هو بداية انتفاضة ونتجه الى التصعيد». وكان اجتماع عقد ليل أول امس في دارة عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد كبارة في طرابلس في شمال لبنان لبحث موضوع اعتصام الاسير، في حضور عضوي الكتلة معين المرعبي وخالد الضاهر ووفد من مشايخ طرابلس وعلمائها والشيخ احمد عمورة من صيدا، وتمنى المجتمعون على الاسير فتح الطريق. وأكد المجتمعون تأييدهم ما صدر عن لقاء فاعليات صيدا وعلمائها الاسبوع الماضي لجهة دعوة الاسير الى رفع الاعتصام، مؤكدين ان معالجة التحرك السلمي يجب ان تكون بطريقة سلمية. واعتبر المجتمعون أن جزءاً كبيراً من مطالب الاسير هي «مطالب اكثر من نصف الشعب اللبناني». وتردد أن وزير الداخلية مروان شربل اتصل بالمجتمعين ونقل اليهم رسالة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان أكد فيها أن موضوع اعتصام الاسير سيكون من البنود الاولى على طاولة الحوار التي ستنعقد في قصر بعبدا في 24 تموز (يوليو) الجاري. وكان شربل قال في حديث الى اذاعة «الشرق» ان الموضوع «اخطر من موضوع قطع للطرق»، معلناً ان «هناك مؤامرة على لبنان»، ومحذراًَ من أن «من يتربص بنا الشر يمكن أن يستغل هذه الظروف ويقوم بواجباته»، ودعا الى الانتباه لما يجري لأنه «اذا لم ننتبه راحت علينا، والحكمة ضرورية الآن». وفي السياق، أجرى الرئيس السابق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري اتصالات ولقاءات مع قوى ومرجعيات في صيدا ومنطقتها في إطار الجهود لحل الأزمة التي تعاني منها المدينة حياتياً واقتصادياً. وأفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي للبزري بأنه «من المتوقع أن يدعو إلى لقاء تشاوري موسع يضم عدداً من الشخصيات والمؤسسات والهيئات العاملة في صيدا لوضعهم في أجواء التحرك والمعالجات المطروحة». واعتبر البزري في تصريح أن «الحكومة للأسف لم تستفد من الفرصة التي قدمتها صيدا لتستعيد الدولة ومؤسساتها جزءاً من عافيتها فهي لا تزال عاجزة عن السمع وتدير الآذان الصماء لصيدا وقواها السياسية».