تفاءل عدد من المسؤولين اللبنانيين والفاعليات في مدينة صيدا بإمكان التوصل الى مخرج يؤدي الى فتح طريق المسلك الشرقي لأوتستراد عاصمة الجنوب اللبناني المقفلة منذ ليل الأربعاء الماضي بسبب الاعتصام الذي ينفذه الشيخ أحمد الأسير وأنصاره تحت شعار إيجاد الحلول لسلاح «حزب الله». وفيما أعطى كبار المسؤولين في الدولة فرصة للاتصالات الجارية من قبل القيادات السياسية والفاعليات في مدينة صيدا لمعالجة موضوع إقفال الطريق الذي أحرج السلطات اللبنانية بعد قرار مجلس الوزراء التشدد في منع إقفال الطرقات، تحرك تجار مدينة صيدا في مسيرة ضمت نحو 100 تاجر نحو مكان اعتصام أنصار الشيخ الأسير وقدموا له وردة، واجتمع خمسة منهم إليهم وطالبوه بفتح الطريق نظراً الى الأضرار التي يسببها ذلك على الحركة الاقتصادية في المدينة. وأكد أحد كبار تجار صيدا أحمد جويدي ل «الحياة» أن الأسير أبلغ وفد التجار أنه سينظر ليلاً (أمس) في إمكان نقل اعتصامه الى مكان آخر وأنه سيُعلن موقفه النهائي غداً (اليوم) من هذه الفكرة. وجاء تحرك تجار صيدا بعدما كان الأسير رفض طلب فاعليات المدينة من الطوائف والاتجاهات السياسية كافة إثر اجتماعها، أول من أمس، في حضور رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، فتح طريق الأوتستراد الذي يشكل أحد مسارب الانتقال الى قرى وبلدات الجنوب ومنه. وأبلغ وفد التجار الذي التقى الأسير عصر أمس، الأخير بأن إقفال الطريق يتسبب بأضرار اقتصادية كبيرة للمدينة، وأن لا إشكال مع حقه في التعبير عن رأيه في الشعارات التي يرفعها، لكن المشكلة تكمن في ما يسببه قطع الطريق من تعطيل للحركة الاقتصادية في شارع رئيسي يضم مؤسسات يعتاش منها مئات العمال. وكان البحث في فض اعتصام أنصار الأسير بالقوة من قبل المسؤولين انتهى الى تفضيل ترك مؤسسات المجتمع المدني في صيدا وفاعليات المدينة تسعى الى إقناع الأسير بفتح الطريق، لا سيما أن تمكن القوى السياسية المتصارعة في المدينة من إيجاد مساحة مشتركة بينها، أول من أمس، رفع الغطاء السياسي عن عملية إقفال الطريق في المدينة، وحال دون تمكن الأسير من تصعيد تحركه بإقفال الطريق البحرية في المدينة كما حال الموقف الموحد في المدينة ضد إقفال الطريق دون اللجوء من السلطات الرسمية الى استخدام القوة في فض الاعتصام، نظراً الى محاذيره في ظل التشنجات المذهبية في البلد، خصوصاً أنه سيفرض استخدام القوة تجاه أي تجمعات أخرى لاحقاً. وفيما دعا الأسير من يساندون موقفه ضد سلاح «حزب الله» من خارج صيدا، الى الانضمام الى تحركه اليوم، فإن فاعليات المدينة قررت مواصلة تحرك المجتمع المدني فيها ضد إقفال الطريق. وإذا لم تفتح فإن لقاء يضم زهاء 100 جمعية أهلية مدنية سيعقد غداً الاثنين في مركز بلدية المدينة لمطالبة الأسير بفض اعتصامه على الطريق الرئيسة.