نشطت المساعي طوال يوم أمس من قبل فعاليات مدينة صيدا ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لإقناع إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير بتفكيك الاعتصام الذي بدأه أول من أمس عند الأوتستراد الشرقي للمدينة تحت شعار رفض أي سلاح خارج الدولة وتحديداً سلاح «حزب الله»، من دون ان تفلح في إقناعه بذلك ما أدى الى صدور بيان عن هذه الفعاليات في حضور السنيورة، عبر عن رفض قطع أنصار الأسير للطريق، ودعا الى فتح كل الطرق في المدينة وعدم اللجوء الى هذا الأسلوب في المستقبل في صيدا وفي كل المناطق اللبنانية. وفيما أجمعت القوى السياسية، بعد قرار مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية ميشال سليمان التشدد إزاء إقفال الطرقات كوسيلة تعبير عن الاحتجاجات السياسية، والذي واكبه ممثلو حركة «أمل» و «حزب الله» برفع الغطاء عن المجموعات الشبابية المناصرة لهما والتي مارست قطع الطرق في بيروت خلال الأيام الماضية، رد الأسير على طلب فعاليات صيدا منه فتح الطريق وهاجم السنيورة ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي كان دعا أول من أمس الى رفع الغطاء عن الفئات التي تقطع الطرق سواء في بيروت أم في طرابلس أم في صيدا. كما هاجم الأسير كلاً من رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله. ولوّح بخطوات تصعيدية غداً الأحد. وجاء اجتماع فعاليات صيدا الذي حضرته شخصيات سياسية ودينة واقتصادية سنية وشيعية ومسيحية في المدينة، بعد محاولتين قام بهما مفتي المدينة الشيخ سليم سوسان أول من أمس وصباح أمس، لإقناع الأسير بنقل اعتصامه الى مكان لا يؤدي الى إقفال الطريق، فكرر رفضه وقال ان الطريق الساحلية بين المدينة وسائر مناطق الجنوب مفتوحة، وتمت جهود سوسان بتشجيع وطلب من الحريري والسنيورة، ما أدى الى تشجيعهما اجتماع فعاليات المدينة لرفض أسلوبه. كما كان الأسير رفض اقتراحاً بأن ينقل خيمة الاعتصام الى رصيف الطريق. وفيما كرر الرئيس سليمان أمس دعوة السياسيين الى «قول كلمة الحق لمصلحة الوطن لا وضع مصلحتهم الخاصة قبل كل شيء»، أكد السنيورة خلال اجتماع صيدا الذي شدد خطباؤه على رفض الفتنة المذهبية السنية – الشيعية، «اننا لم نوافق يوماً على قطع أي طريق لأنه ليس أسلوباًُ حضارياً ويضرب مبدأ الدولة ووحدتها وهيبتها ويعطل حرية الناس في التنقل ومزاولة أعمالهم ويفتح البلاد أمام احتمالات خطيرة ويعطي من يريد تخريب لبنان الحجة لتوتير الأوضاع». وقال: «أعداء لبنان لهم مصلحة في افتعال المشكلات فهل نتجاوب معهم؟» وأشار الى ان «هذا الأسلوب حاول البعض استعماله في بيروت سابقاً، وفي المدة الأخيرة، ونرفضه... ونحترم رأي من أعلن الاعتصام في صيدا، لكن حرية المواطن تقف عند حدود حرية غيره وعلينا ان نحافظ على صيدا مدينة مفتوحة ومعبراً لكل الناس». ونبه من «المنزلقات الخطيرة» لإقفال الطرق ودعا الى فتحها في صيدا «وأن يحذو حذو هذا الموقف جميع اللبنانيين في كل مكان». وقال السنيورة: «ما نرفضه من غيرنا لا نقبله في صيدا». وتابع الرئيس سليمان مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الداخلية مروان شربل والقادة الأمنيين الوضع الأمني، مشدداً على وجوب منع قطع الطرقات كون ذلك «يخرج عن مفهوم التعبير السلمي ويعرقل أعمال المواطنين ومصالحهم». ولفت سليمان الى ان «أي مطلب أو موقف يمكن التعبير عنه من دون اعتماد وسائل تلحق الضرر بالمواطنين». وكانت مجموعة تابعة ل «حزب التيار العربي» الحليف ل «حزب الله» نفذت تجمعاً عند أحد مداخل العاصمة احتجاجاً على اعتصام الأسير. من جهة ثانية، أقدمت قوة مشاة اسرائيلية أمس على اختطاف راع لبناني في المنطقة المحررة من مزارع شبعا واحتجزته وهو معصوب العينين الى الأراضي المحتلة. وتقدم الجيش اللبناني بشكوى الى قيادة قوات الأممالمتحدة في الجنوب، معتبراً ذلك خرقاً برياً، وأعلن وزير الخارجية ان خطف الراعي خرق للقرار الدولي الرقم 1701، وحمل اسرائيل مسؤولية استمرار خرقها للأراضي اللبنانية.