نورة شتيوي - السعودية تصوير: وفاء يريمي يقطع أصابعه يُدخل إصبعاً تلو إصبع في فمها إلى أن يكتظ ثم عبر ممر صغير بين شفتيها تسيل دماؤه وتعبر عنقها تظل تشق الطريق حتى يوقفها طرف لسانه، لاعقاً الدم والجلد والوجع! أخبرته في ليلة كانت تضيء عينا طفلهما الرضيع، عتمة الخصام: أنَّ لا شيء تقوى على تحمّله فهي تكتظ ولا متسع وهو ضئيل وعاجز وفارغ! أمسكتْ بكتفيه الممتدتين من أقصى يسار الكفاح إلى أقصى يمين البذل هزتهما بسخط: خلقتُ من ضلعك فلمَ تتكئ بكل أضلاعك عليّ! تجثم على كاهلي الهزيل بضراوة. كلّ رياح صرخاتها لم تفلح بأن تهز بصره، فنظراته ثابتة كرواسٍ لا قيامة لها. أجلستْ بكاء الرضيع في فمها وصاحتْ ثم شهقتْ ونادتْ وهو لا يحرك ساكناً. يدعي الوقر في آذانه. وحين سهد الليل في جفن ابنيهما أخذ يبكي أرقاً هذه المرة بكى طويلاً دون أن يسكتاه!