بين خيول الصَّمت وصهيله وغوايته و تراتيله تتقافزُ لغة الشِّاعرة الإماراتية أسماء بنت صقر القاسمي في ديوانها الأخير « شهقة عطر» الصادر عن دار التوحيدي المغربية 2011م بين النَّفس الصّوفي ذي الأبعاد الأيدولوجية وفلسفة المفردات وما بين الصبغة النفسيّة ذات الدلالات المازوخية السوداوية واستعذاب الألم وحب الحياة والاندماج الكوني بمختلف مداراته من فضاءات ونجوم وشموس وأقمار وضياء لتستنطقه عطرا في العشرين نصا حيث محتوى الكتاب مع ترجمة باللغتين الانكليزية والإسبانية وكأنَّ أسماء أبت إلا وأن تنصهر ودراساتها وتخصصها الأكاديمي العلمي المعرفي حيث الفلسفة ومقارنة الأديان وما تكتبه شعرا فتراها تذوب في مصطلحات الصوفيين فتتشكل منها لغتها الشعرية ويتضح قاموسها اللفظي ومعجمها اللغوي فلا يكاد نصٌ من نصوصها يخلو من مفردات التعاويذ والمعارج والصلوات والتراتيل والقنوت والخشوع والمزامير والتسبيحة والصومعة والقرابين والطلاسم والبرزخ والنبوءات والمناجاة ولا تخفي التأثر بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد حيث ترد في لغتها بعض المفردات الواردة فيه من ذكر القُدَّاس والمعبد والمزامير والرهبانية وتخصص نصوصا باسم تلك الدلالات الروحية والمعتقدات الفكرية كمثل : « مزامير النور / صومعة الليل / تراتيل السحر / قُدَّاس الخشوع / طلاسم حزني / مناجاة النوارس « من بين مفردات الكون وتعابير الفضاء والأنجم والضوء والمدى والقمر والشمس تنطلق الشاعرة في مدار الاندماج الروحي لتفك طلاسم الحزن والهم والوجع والأنين وضجيج القلب وهذيان النفس وتمتمات الليل .وتتكئُ لغة أسماء الشِّعرية في شهقة عطر على ثلاثة أبعاد رئيسية منها تتبلور شخصيتها الفردية وعليها ترتكز شاعريتها فأولها البعد الديني العقائدي والنفسي الرومانطيقي والاندماج الكوني وتفاصيل الزمن وما بين البين التأثر بالموروث الشعبي وحكايات العرافين وقراءة نقش اليد وخطوط الفناجين وتبدو رومانتيكيتها جلية في استعمالاتها مفردات النغم وحب الحياة من وتر وناي وأغنية وألحان وقيثارة ورقص وإيقاع وترانيم في نصوصها المضمخة رقة كما في» رعشة التيه / هذيان السكون / شهقة عطر / همسات الأحلام / أجنحة المطر / نرجسية الروح / قيثارة ريح / رشفة فنجان « . ومن بين مفردات الكون وتعابير الفضاء والأنجم والضوء والمدى والقمر والشمس تنطلق الشاعرة في مدار الاندماج الروحي لتفك طلاسم الحزن والهم والوجع والأنين وضجيج القلب وهذيان النفس وتمتمات الليل وصخب الحياة لتعيد تشكيل ملامح روحها وتلملم شتاتها المبعثر بين أروقة الزمن من ليل وغسق وفجر وسحر والأمس والغد وساعات الصبح والمساء وعلى وقع فلسفة الكلمة وعمق دلالتها كما في الشك واليقين وكينونة القدر وأفق التجلي في عتمة الليل ومناجاة النجوم لتستنطق الصمت في غواية الروح شعرا ينعش القلب ويذكي النفس ويفتضُّ وجع العمر بشهقة عطر تحيي ميت الفؤاد ..