علي آل عاشور - السعودية تصوير: وفاء يريمي الخوفُ فخ، يدٌ حريرية، ما إن نقع حتى تمسح على النباهةِ و تتبخّر! هذه المسحةُ عضة أفعى خفيّة!، لا يهمها إن انتشر السمّ أم لا، الهدف إبقاء الأثر أطول مدة ممكنة. الطب الحديث لا يفحص الوجدان، لا يختبر الوعي و لا يغذيه. الإرادة تفعل. الخوفُ يخاف أن يصطدم َ بالإرادة فيفنى! شرطَ أن تكون إرادة طفل، شكيمة نقاء . * نتألم للقتل لا للموت ! لا يهم من يموت، يهيجنا الأسلوب البربري في سفك الدماء، للأسف !. نشعر أنَّا إنسانيون بوقوفنا مع القتلى و نحن في انحطاط الإنسانية . لا ندمع للفقير، لا نشارك اليتيم قرصة خبز، لا نثير الفزع فنصفع وجه الليل لمريض ٍ أو عاجز. برمجت المشاعر، شوهت التفاعلات ، ألبست العين قميص السينما فانتحرالبكاء. نحتاج للموت أكثر من أي شيء ٍ آخر. موت ُالنوم داخلنا، لنصرخ . * الكتاب يقرأنا باتساع العيون ! لون العين دخيل ٌ على مدينة التوابل ، توابل ُ الروح . العين ُ مجرّدة ٌ لا لون لها، لا أبواب و لا مفاتيح . مدن ُ البصر مكتسبة ٌ و قرى البصيرة ِغزو. دمِّر القرى و ابنها من جديد . حارب المدينة بسكان القرى. غداً تتحول القرية إلى نجمة، إلى شمس ٍتمّد الكواكب َبالكلمات !. * حتمية ُ التاريخ !، يدوس الفلسطيني على رؤوس أصحابها بحمل حجر . * الزمن عاقر !، الجرح ُ النازف ُالولّاد !. تراكمات الوقت لا تعطي شيئاً، وهم ٌ يستقرئ الموت، يطمر قدرتنا على الانفجار. الألم قنبلة ، الشعور بحرارة ِ انتشارها ندعوه فكرة، الشعور لغة الصراخ . ولادة ٌ بلا مخاض !. * للقمصان الحمراء لون روما، روح روما، لهاثها. لا غطرسة نابليون الثالث و لا هرطقة النمساويين ركّعت الثوار. للتشرد حنيّة العطاء، المتشردون أنبياء الثورات. لكل نبي معجزة – يقولون – ولماتزييني فلسفة الفقر – للقرن التاسع عشر . إصرار شعب ٍ مفتاح الرتاج الفردوسي، دمعة الإصرار فناء الأبواب كلها ، جحيم الجحافل. النور دلف في الدرّ المطمور بعناء المزارع، بصدر غاريبالدي فاجتاح المدى. قبّل جبين صقليّة و وزّع رموش عينيه على الحدود المهتوكة . لكل ٍ هتك ٍ ألم فقير ٍ يصهر المدى. الثورات لا تقلّد نفسها ، لتستوعب الحكومات. الثورات خلق ٌ من عدم، مدلولات من دوال، صيرورة ٌ سقط منها العد الزمني، فلاح ٌ بمنجله يقتصُ الظلال فتشع.