من يقرأ أي كتاب في الإدارة العامة يطالعه فصل عن أنواع الإدارة وأساليبها، كما تقذفنا المكتبات ضمن كتب تنمية الذات والإدارة الحديثة بتسميات جديدة هي أقرب إلى اللعبة اللفظية منها إلى النظريات الجادة، غير أن أسلوب الإدارة بالدمدمة هو تطور جيني لأساليب كلاسيكية تعرف سابقا بأسلوب بوس اللحى ورمي العقل، وميزة هذا النوع من الإدارة أنه كالخلايا السرطانية يفاجئ الناس دوما فلا تعرف متى تظهر ولا كيف تنتشر وعندما يشعر الأطباء أنهم سيطروا عليها تفاجئهم بطريقة غير متوقعة، وكذلك أسلوب الدمدمة الإدارية يأتي وسط الأجهزة والأنظمة الإدارية التي تعمل ضمن روتينها اليومي وتفاجئ المسؤولين بآثارها المفاجئة ثم تتفلت من بين أيديهم ويكون هم الجميع وقتها دمدمة الأمور حتى تنتهي أو تخفت بصرف النظر عن آثارها، وهم لايعلمون متى وكيف وأين ستظهر مرة أخرى. من أمثلة أسلوب الإدارة بالدمدمة أن يصدر قرار من وزارة العمل مؤيد من المقام السامي بالسماح للمرأة بالعمل كاشيرة بعد شد وجذب وموافقة وممانعة وقبول ورفض فتتوظف السعوديات للعمل وفق الضوابط الموضوعة من الوزارة، ثم تفصل إدارة أحد المجمعات التجارية الكاشيرات لديها بحجة منع الهيئة لهن العمل كاشيرات وتنفي الهيئة تدخلها في ذلك وأنه ليس من صلاحياتها ثم تصر إدارة المجمع على فصلهن أو ذهاب العاملات إلى الهيئة لإقناعها بالعدول عن رأيها بحسب صحيفة الحياة، وفضل المسؤولون دمدمة الأمور وعدم التحقق عن مكمن الخطأ ومازالت الأمور مدمدمة حتى الآن، ومن أسلوب الدمدمة أيضا أن تقوم فرقة بإقامة عروض شعبية بالدفوف فقط للفرق المشاركة في كأس العرب بالطائف وتاتي هيئة الهدا وتوقفهم لحين السماح لهم مرة أخرى وتنقل القنوات والمنتديات الرياضية ذلك ثم ينفى رئيس الهيئة منعهم وأنه طلب خفض أصواتهم فقط وشاركه مدير مكتب رعاية الشباب النفي، وهكذا دمدمت الأمور واختفت في أثنائها أسئلة مثل: لماذا توقف الحفل ساعتين من 10-12 ولماذا غادرت الفرق الرياضية؟ ولماذا يؤخذ رأي طرفين فقط ويهمل رأي الفرق المشاركة والإعلاميين الحاضرين وقتها، ومن الدمدمة أيضا سد الشق بجبل أحد ونفي هيئتي السياحة والأمر بالمعروف تدخلها ويصرح إمام مسجد الشهداء بأن الأهالي سدوه وأن أقاربه من القاطنين بجواره أزعجتهم أصوات الحافلات ثم تدمدم الأمور وتنتهي، وكل دمدمة وأنتم بخير.