قدمت مغنية ثورة الياسمين التونسية آمال المثلوثي عرضاً غنائياً في بغداد مساء الثلاثاء تضمن أغنيات ملتزمة تركزت على انتقاد “الظلامية”، و”الرقابة”. وقبيل العرض، قالت المغنية الشابة المقيمة في باريس لوكالة فرانس برس “هناك أزمة ديموقراطية وحرية في العراق، وهناك اتجاه للعودة إلى الظلامية”. وأضافت “حول هاتين النقطتين تحديداً، يجري الصراع الآن في تونس أيضاً”. وآمال المثلوثي مغنية ملتزمة بقضايا الديموقراطية منذ ما قبل اندلاع ثورة الياسمين في بلادها، إذ كانت تتناول هذه القضايا في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي. في 17 ديسمبر 2010، أضرم محمد البوعزيزي (26 عاماً) النار بنفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد وسط تونس، وذلك في خطوة يائسة شكلت الشرارة التي أشعلت فتيل الثورة التونسية في وجه زين العابدين بن علي. وبعد أيام، في 23 ديسمبر من العام نفسه، أحيت آمال المثلوثي (30 عاماً) التي كانت تعيش منذ سنوات عدة في فرنسا، وتتردد باستمرار على البلاد، حفلاً موسيقياً في صفاقس (جنوب شرق). لكنها أحدثت إرباكا لدى المنظمين عندما قررت تقديم أغانيها الملتزمة بدلاً من برنامج مقرر مسبقاً يتضمن أغاني تقليدية، وأهدت حفلها إلى البائع “الشهيد”. فاجتذبت المغنية تعاطفاً ووداً من خلال خطوة الشجاعة تلك، بالإضافة إلى مشاركتها في الشهر التالي في تظاهرات العاصمة التونسية. ومع انقضاء الثورة، بقيت آمال على توجهها نفسه، وأصدرت مطلع العام الماضي ألبومها الأول “كلمتي حرة” الذي واصلت فيه انتقادها للرقابة والاستبداد والقمع، وهي ملامح النظام السابق في بلادها. وتأسف المغنية الشابة لان بلادها لم تشهد ما جرى في مصر من محاكمات لرموز النظام السابق، وتقول “أجد أن مصر تمكنت من خلال محاكمة (الرئيس السابق) حسني مبارك من طي الصفحة، أما في تونس، فإن رموز النظام السابق تمتعوا بالحماية”. على خشبة مسرح نادي العلوية في بغداد، غنت آمال بالعربية والفرنسية، ورافقتها أصوات إلكترونية وآلات الإيقاع والكمان، في جو يعيد التذكير بحفلات مواطنتها ناتاشا أطلس. وتبرع آمال أيضاً باستعادة أغاني فيروز، ولا يرفقها في ذلك سوى غيتار تعزف عليه هي بنفسها. وترى آمال أن أغانيها ذات مضامين عالمية، وتقول “أنا أتحدث عن الرجال الأحرار الذين لا يخافون.. وهنا في العراق هناك الكثير من الرجال الأحرار الذين يريدون أسماع صوتهم، وأن يساهموا في أعمار بلادهم”. ولدت آمال المثلوثي في إحدى ضواحي تونس العاصمة، وكان والدها مثقفاً وأكاديمياً يحمل أفكاراً تقدمية. وقد بدأت تمارس موهبتها الغنائية من خلال استعادة أغاني بوب ديلان، وجون بايز، في بلد كان التعبير عن الأفكار غناء ممنوعاً باللغة العربية. في العام 2005، اتخذت “مسيرتها الفنية” اتجاها آخر، عندما قررت العمل على كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وبدأت بتأليف نصوصها الخاصة. وقدمت المغنية الشابة 12 حفلاً موسيقياً في الفترة الأخيرة، بعضها على مسارح كبيرة في فرنسا، منها معهد العالم العربي في باريس. أ ف ب | بغداد