“كلمتي حرة”، أسطوانة أولى تصدرها المغنية التونسية آمال المثلوثي أحد أصوات “ثورة الياسمين” وفيها تجمع ما بين كلمات ملتزمة، وموسيقى إلكترو، وأنغام شرقية. في 17 ديسمبر 2010، أضرم محمد البوعزيزي (26 عاماً) النار بنفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد وسط تونس، في خطوة يائسة شكلت الشرارة التي أشعلت فتيل الثورة التونسية في وجه زين العابدين بن علي. وبعد أيام، في 23 ديسمبر من العام نفسه، أحيت آمال المثلوثي (30 عاماً) التي كانت تعيش منذ سنوات عدة في فرنسا وتتردد باستمرار على البلاد، حفلاً موسيقياً في صفاقس (جنوب شرق). لكنها أحدثت إرباكاً لدى المنظمين عندما قررت تقديم أغانيها الملتزمة بدلاً من برنامج مقرر مسبقاً يتضمن أغاني تقليدية.. وقد أهدت حفلها إلى البائع الشهيد. فاجتذبت المغنية تعاطفاً ووداً من خلال خطوة الشجاعة تلك، بالإضافة إلى مشاركتها في الشهر التالي في تظاهرات العاصمة التونسية حيث أنشدت “كلمتي حرة” من دون أن تصاحبها أية آلات موسيقية. وتأتي أسطوانة “كلمتي حرة” (من إنتاج وورلد فيلادج/ هارمونيا موندي) التي طال إصدارها، كأسطوانة أولى لآمال المثلوثي التي كمم صوتها في وطنها قبل أن تختار التوجه إلى فرنسا في العام 2007 مدعومة بمنحة من مدينة الفنون “سيتيه ذي زار”. في أسطوانتها هذه، تقدم المثلوثي أغاني ألفتها بين العام 2005 والعام 2009. فتظهر كمغنية تونسية معاصرة تطلق نصوصها الملتزمة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والإنكليزية على خلفية موسيقى إلكترو وإعداد موسيقي وتري. وشكل الموسيقى التي تعتمدها، والتي تحمل شيئاً من شرقها وشيئاً من الغرب، يذكر بعازف الترومبت الفرنسي اللبناني إبراهيم معلوف. ولدت آمال المثلوثي في إحدى ضواحي تونس العاصمة، وكان والدها مثقفاً وأكاديمياً يحمل أفكاراً تقدمية. وبدأت تمارس موهبتها الغنائية من خلال استعادة أغاني روك وفولك لكل من بوب ديلان وجون بايز، في بلد كان التعبير عن الأفكار غناء ممنوعا باللغة العربية. في العام 2005، اتخذت “مسيرتها الفنية” اتجاها آخر، عندما قررت العمل على كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وبدأت بتأليف نصوصها الخاصة. وخلال الربيع العربي، أطلت على الجمهور. ابتداء من السادس من مارس، تقدم هذه المرأة الشابة 12 حفلاً موسيقياً، بعضها على مسارح كبيرة في فرنسا. فبعد حفلها الأول الذي تحييه في “كافيه دو لا دانس” في باريس، تقدم عرضاً في معهد العالم العربي في باريس أيضا في 16 مارس، تتبعه عروض أخرى في مرسيليا (جنوب شرق) في 29 مارس بالإضافة إلى مشاركتها في 28 أبريل في مهرجان “برينتان دو بورج” الموسيقي. أ ف ب | باريس