كلنا نفرح بالمنجز الوطني في الداخل أولاً حيث ينعكس على أبناء هذا الوطن وفي الخارج ثانياً حيث يرفع اسمه بفخر واعتزاز، وكلنا لا يحب المركز الثاني ويحيا بالمركز الأول، ولذلك فحين تفوز كلية الهندسة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بجائزة أفضل كلية هندسة على مستوى آسيا من قبل مؤتمر التعليم العالمي المنعقد في مدينة مومباي قبل أيام بحسب خبر عكاظ لابد أن يملأني هذا فخراً كيف أن جامعة عرفت عبر تاريخها بالدراسات النظرية ولم تقتحم المجال العلمي إلا مؤخراً لديها أفضل كلية هندسة على مستوى آسيا متفوقة على كليات الهندسة في اليابان وكوريا وماليزيا وتركيا والهند نفسها، ولكن لأن لدي حساسية مزمنة من أفعال التفضيل رجعت إلى موقع الجامعة فاكتشفت أن الكلية بدأت الدراسة في مطلع العام الجامعي 1430/1431ه واستقبلت في سنتها الأولى طلاب السنة التحضيرية وفي السنة التالية بدأت التخصص، أي أن الطلاب درسوا سنتين في التخصص من أربع سنوات، وبطبيعة الحال يحتاجون إلى سنتين أخريين ليتخرجوا، والذي أعرفه هو أن أهم معيار لتقييم الكليات والجامعات يعتمد على مخرجاتها وفي مقدمتها الخريجون والخريجات، وبعض مراكز التقييم لا تلتفت إلى أي طلب من أي جهة أكاديمية لم يتخرج طلابها بعد، ولو كان الخبر هو أن كلية الهندسة حصلت على الاعتماد الأكاديمي من ABET الذي يعد من أفضل المراكز العالمية التي تمنح الاعتماد في مجال الهندسة لطرت فرحاً على اعتبار أن المركز اطلع على المناهج والخطط والبرامج وكمية الأبحاث التي قام بها أعضاء هيئة التدريس بينما نجد أن الشيء الوحيد المتعلق بالأبحاث الموجود على موقع الكلية خبر عن فوز أحد الأعضاء بجائزة التميّز البحثي من الجامعة فقط وعبارات الشكر والتبجيل والمديح بينما لا يوجد حرف واحد عن الأبحاث، وكنت أود أن أشارك المسؤولين في الجامعة الأفراح “بهذا الإنجاز من كلية فتية وناشئة لكونها أثبتت قدرتها وكفاءتها على المستويين المحلي والدولي” على حد تعبيرهم، ولكن يبدو أن متابعتي في الشأنين المحلي والدولي ليست كافية لرصد إنجازات الكلية التي رآها الناس في الهند وحجبها عنا غبار الرياض، لذلك أتطلع إلى أن تقوم الجامعة بتبصير ضعاف النظر بهذه الإنجازات المحلية والدولية حتى نستطيع أن نفخر عن علم ويقين.