عكس حصول كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز في جدة على الاعتماد الأكاديمي من هيئة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية للهندسة والتقنية حجم الجهود الجبارة التي بذلها منسوبو الكلية والإدارة العليا ووكلاء ورؤساء الأقسام وأعضاء هيئة التدريس. وأكد أكاديميون في الجامعة أن هذا الإنجاز سيكون طريقا لتوفير فرص عمل أكثر للخرجين خلافا لكونه يعبر عن مدى جودة المخرجات التعليمية لكلية الهندسة في كافة تخصصاتها. وأكد عميد كلية الهندسة الدكتور فيصل اسكندراني أن حصول الكلية على الاعتماد الأكاديمي الشامل يشكل اعترافا عالميا من إحدى الجهات المتخصصة في تقييم البرامج الهندسية في العالم وهي هيئة ABET، كما يشير الاعتراف إلى أن خريجي كلية الهندسة في الجامعة يماثلون في قدراتهم وإمكاناتهم نظراءهم من خريجي الهندسة في الولاياتالمتحدة، وهو الأمر الذي سيزيد من فرص التوظيف للطلاب في شتى القطاعات، «وتشكل هذه المعادلة معيارا عالميا لقياس جودة المخرجات التعليمية الهندسية سواء على مستوى الطلاب أو المناهج التعليمية، إضافة لكفاءة أعضاء هيئة التدريس وإمكانات المعامل الهندسية». ونوه وكيل الهندسة للدراسات العليا الدكتور عبد الرحيم الزهراني بحصول الكلية على الاعتماد الأكاديمي المكافئ من لجنة ABET في العام 2002 ولم تكن الهيئة آنذاك تمنح اعتمادات أكاديمية لبرامج هندسية خارج الولاياتالمتحدة، وكانت معايير الاعتماد المكافئ تقليدية تعتمد على نسبة أعضاء هيئة التدريس للطلاب ومستوياتهم العلمية بشكل مختصر. وأضاف: «الأمر اختلف هذه المرة اختلافا جذريا، فقد غيرت الهيئة معايير التقييم؛ لتعتمد في الأساس على تقييم المخرجات التعليمية وما يمكن للطالب القيام به عند التخرج ومدى تحقق الأهداف التعليمية الخاصة بكل تخصص أكاديمي في الكلية، ولم تبدأ هيئة ABET بتطبيق هذه المعايير الجديدة على الكليات خارج الولاياتالمتحدة إلا في خريف عام 2007». وأشار وكيل الكلية للتطوير والجودة الدكتور عبد الله الدباعي إلى أن هذا الاعتماد مؤشر واضح لقابلية الخريجين للعمل في أي من قطاعات العمل الخاص المختلفة، وأن هذا الاعتماد ما هو إلا خطوة أولى في طريق طويل يهدف لرفع مستوى الأداء الاكاديمي للكلية بشكل عام. ومن جهته، قال رئيس قسم الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات الدكتور رباح الظاهري أن خريج كلية الهندسة هو خريج انطبقت عليه معايير محددة وقابلة للقياس، كتلك المعايير التي يتم بموجبها تقييم الجامعات الأمريكية، والجهة التي قامت بهذا الاعتماد هي جهة علمية محايدة ليس لها أية طبيعة تجارية، «ويفرض هذا الاعتماد على كل عضو هيئة تدريس أن يحدد أهدافا يسعى لتحقيقها من خلال تدريسه للمواد»، مشيرا إلى أن عددا من خريجي الكلية الراغبين في إكمال دراساتهم العليا في جامعات خارجية تمكنوا بسهولة كبيرة من الحصول على قبول بعد أن أشاروا إلى أنهم تخرجوا من كلية معتمدة من هيئة ABET. وأكدت الدكتورة سمر السقاف (أستاذ مشارك في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز) على أهمية الاعتماد الأكاديمي على درجة الجودة في المناهج وأداء أعضاء هيئة التدريس ومنتج الطالب، كما يعطي سمعة أكاديمية متميزة من شأنها أن تحث سوق العمل على الاهتمام بالخريج.