شَهِدَت الخرطوموأم درمان أمس تظاهرات هادرة احتجاجاً على مجمل الأوضاع في البلاد، في الوقت الذي أعلن فيه معارضون لنظام عمر البشير أن الأمن يضيق الخناق عليهم، محذرين من ثورة مرتقبة. وتظاهر طلاب المعهد العالي للدراسات المصرفية وسط الخرطوم أمس، وتبادلوا هم والشرطة التراشق بالحجارة والغاز المسيل للدموع، فيما ترددت أنباء عن خروج تظاهرات في مدينة أم درمان تعاملت معها الأجهزة الأمنية بحذرٍ بالغ خوفا من انتقال المد الثوري من العاصمة التاريخية للسودان زحفا إلى الخرطوم، وتحتضن أم درمان مقار الأحزاب السياسية العريقة في البلاد. في سياقٍ متصل، رفعت الشرطة السودانية حالة التأهب والاستعداد إلى الدرجة القصوى خوفاً من اتساع رقعة التظاهرات وتحولها إلى انتفاضة شعبية كاسحة قد تطيح بنظام البشير وحزبه الحاكم المؤتمر الوطني. ويشهد الشارع السوداني حالة من الغليان بعد إقرار البرلمان ومجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم زيادات على أسعارالمحروقات مع اتخاذ إجراءات لرفع الدعم تدريجياً عنها. وتسبب قرار الحكومة برفع الدعم عن المحروقات في زيادة مباشرة في تعريفة المواصلات العامة، ما انعكس سلبا على الشرائح الفقيرة في المجتمع السوداني. ويُتوقَّع أن تؤدي الزيادة في سعر المحروقات إلى زيادة عامة لجميع أسعار السلع والخدمات في السودان. بدوره، كشف رئيس تحالف المعارضة السودانية (قوى الإجماع الوطني)، فاروق أبوعيسى، عن محاصرة قوات الأمن السوداني لمنزله منذ عدة أيام. وقال أبوعيسى، في تصريحاتٍ ل «الشرق»،: إن تحركاته أصبحت مراقبة ومرصودة من قِبَل الأجهزة الأمنية بقصد تخويفه، مضيفاً أن الثورة السودانية، التي بدأت ملامحها تتشكل خلال الأيام القليلة الماضية، مستمرة حتى النصر. في الوقت نفسه، تحاصر عناصر من الشرطة السودانية منزل القيادي في تحالف المعارضة محمد ضياء الدين. كما ألقت السلطات الأمنية أمس القبض على الصحفي السوداني خالد أحمد رفاهية الناشط في شبكة الصحفيين السودانية، لكنها أطلقت سراحه بعد احتجازه لعدة ساعات. وشَهِدَت العاصمة السودانية الخرطوم أمس حركة اعتقالات نشطة، حيث تم اعتقال القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي والناشط في تحالف المعارضة المهندس عادل خلف الله. في سياقٍ متصل، منعت الأجهزة الأمنية الدكتور الطيب زين العابدين، وهو إسلامي معروف بانتقاده للنظام، من الكتابة في جريدة «الصحافة»، كما منعت عدداً من الصحفيين في صحيفة «الخرطوم» من أداء عملهم.