أجمعت قيادات سياسية وشعبية في اليمن على أن وفاة ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبدالعزيز تعني خسارة الأمة العربية أحد أهم رجالها البارزين ممن أسهموا بدور فاعل على الصعيد السياسي العربي وكانت لهم بصمات في مختلف الدول العربية وأهمها اليمن التي حَرِص الفقيد على حل كثير من أزماتها. العامر: إسهاماته في اليمن كبيرة ووصف عضو مجلس النواب اليمني عن محافظة تعز، عبدالوهاب العامر، رحيل الأمير نايف ب «فاجعة كبيرة لأبناء اليمن جميعا» لما عُرِفَ عنه من اهتمامٍ بقضايا اليمن ودوره في ترسيخ العلاقات اليمنية السعودية. وذكر العامر أن ولي العهد السعودي كان أحد المساهمين الفاعلين في إرساء دعائم الأمن في اليمن ليتغلب على الظواهر المخلة بالأمن فيه، وأشاد بما قدمه الفقيد من دعم لجهود اليمن المبذولة لمكافحة الإرهاب، وتابع «كان سباقاً في المشاركة في تخليص اليمن من بذور الشر الذي حاولت زرعه الفئة الضالة». واعتبر العامر أن الأمير نايف خسارة لا يمكن أن تعوض، وأكمل «هو رجل شهم وصاحب سجايا كريمة ساهم في حل كثير من قضايا اليمنيين في المملكة وعلى يده أُغلِقَت ملفات كثيرة كانت عالقة بين الطرفين ويكفي أنه كان نصيراً لليمنيين في حربهم على الإرهاب الذي شردهم من بيوتهم وكتب عليهم الشتات والعناء». بدوره، وصف عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وعضو مجلس النواب عن محافظة المحويت، أحمد النويرة، الأمير نايف بأنه «كان القلب المفتوح الذي أحس بمشاكل اليمنيين وعمل بكل جهد وحب على معالجتها كأب حنون». وبيَّن أن الأمير نايف دعم جمعيات الأيتام والمعاقين والمرضى والمحتاجين في اليمن ولم يغلق بابه يوما من الأيام في وجه المنظمات الإنسانية التي كانت تذهب إليه تنشده العون والمساعدة، وتابع «عَمِلَ بكل جهد على الدفع بالعلاقات اليمنية السعودية إلى الأمام ومنذ سنوات طويلة، وكان هو صاحب الرأي المقبول والمسموع لدى كل القوى اليمنية». رئيس البرلمان: فقدنا نصير اليمنيين يحيى الراعي وفي الإطار ذاته، أشار رئيس مجلس النواب في اليمن، يحيى الراعي، إلى أن اليمن فقدت برحيل الأمير نايف أحد أهم الداعمين والمساندين لقضايا اليمنيين في الداخل والخارج «حيث كان مسكونا بقضاياها ومشكلاتها وعَمِلَ على الدفع بعلاقات البلدين لتجاوز كل العقبات التي واجهتها طوال مراحل حياته»، حسب قوله. ورفع الراعي تعازي كل اليمنيين قيادة وحكومة وشعباً إلى خادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي وأسرة الفقيد في وفاة من سماه «نصير اليمنيين واحد رجال الأمة العربية البارزين». ولفت الراعي إلى امتلاك الفقيد نظرة ثاقبة في القضايا الأمنية ومواجهة التحديات التي اعترضت الأمن العربي المشترك ومشاركته بدور فاعل في مواجهة تحديات الأمن في اليمن والمملكة من خلال رفع درجة التنسيق الأمني بين البلدين إلى مراحل متقدمة أسهمت في تجنيبهما الكثير من المخاطر.من جهته، تحدث الناشط السياسي اليمني، عبدالقوي الشميري، عن مناقب الفقيد واعتبر رحيله فاجعة لكل الأمة الإسلامية وليس لأبناء الشعب السعودي وحدهم. وثمّن الشميري دور الأمير نايف في حل الأزمة التي عصفت باليمن العام الماضي، «حيث كان من أكثر الداعمين للحل التوافقي الذي أخرج اليمن إلى بر الأمان وهو المبادرة الخليجية إضافة إلى مساهمته الملموسة في احتواء النزاع المسلح في العاصمة صنعاء وعمله بكل جهد وحب لليمن على تجنيب الشعب اليمني مخاطر الانزلاق إلى الاقتتال والحرب»، حسب تأكيده. أما الشيخ محمد صالح هذران، أحد كبار مشايخ محافظة أبين ووكيل المحافظة، فلفت إلى بصمات واضحة وكبيرة للأمير نايف على مستوى العلاقات اليمنية السعودية، وقال «كان يعمل بإخلاص على إنهاء ملف الحدود بين البلدين ودفع بكثير من رجال الأعمال السعوديين للاستثمار في اليمن كما ساهم بوضوح في الملف الأمني ودعمه لليمن في مكافحة الإرهاب، هو صاحب مواقف لن تنساها أجيال اليمن». مؤسس الحراك: رحل نصير المظلومين وفي سياقٍ متصل، رأى مؤسس الحراك الجنوبي، العميد ناصر النوبة، في رحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز خسارة فادحة لكل أصحاب المظالم والقضايا التي كان هو نصيرها طوال حياته ووجوده في دوائر صنع القرار في المملكة، ووصف النوبة الفقيد ب «أحد رموز المملكة الكبار الذين كانت لهم بصمات واضحة على صفحات الأحداث والتطورات خلال سنوات طويلة». وأضاف النوبة «أعزي خادم الحرمين والشعب السعودي وكل محبي الفقيد وأعزي الأمة العربية برحيل أحد فرسانها الأبرار صاحب القلب المشرع للمساكين وأصحاب الحاجات ومن تقطعت بهم السبل لما عرف عنه – رحمه الله – من حبه للخير ورعاية المحتاجين».