تستطيع الفنانة التشكيلية مريم بوخمسين أن تعبر من خلال لوحاتها عن قضية المرأة في المجتمع السعودي، دون أن تتكلف في إظهار ملامح الأنوثة الطاغية على مشهد اللوحة، وبذلك تتفرد بنوع خاص من الفن، مستخدمة الفرشاة والألوان أداتين للتعبير عما تراه مناسباً. وأكدت بو خمسين ل»الشرق» أنها لا تتبع تقنية محددة، بل تحب العبث بالألوان والخامات حتى تصل لنتيجة مرضية، أما من ناحية الموضوعات، فهي ملتزمة بالتعبير عن هويتها ك»امرأة»، ويغلب على أعمالها الطابع التعبيري. وتشير مريم إلى أنها تهتم بالمشاعر والانفعالات أكثر من المظهر الخارجي للعمل، ولا تحب التكلف والمبالغة في تنميق الأشكال، فالعفوية أجمل وأكثر صدقاً، وتميل إلى رسم النساء في حالات مختلفة، دون أن تظهر العيون والحاجبين والمبسم، لأنها تصر على أنهن «في مجتمع لم ينصف المرأة، وواجبها ك»فنانة» أن تذود عن المرأة وتغير هذا المفهوم. وعن سبب اختفاء ملامح الوجوه في لوحاتها، قالت بوخمسين: إن ما يهمها أن تظهر حقيقة الأنثى الداخلية، وجمالها وعمقها الوجداني، لذا لا تركز على رسم الملامح، لأنها ستلفت الانتباه عن القضية الرئيسة، والبعد الحقيقي، والأهم أن تظهر المرأة بهويتها، وباختياراتها وإرادتها الحرة، من المرأة العاشقة ذات الإرادة الصلبة، والرقيقة والقوية في آن معاً، فنحن في زمن خرجت فيه المرأة لتواجه كل مصاعب الحياة، جنباً إلى جنب الرجل، وهذا ما يجب أن ندركه ونسعى إليه، فتعطيل دور النساء تعطيل لنصف المجتمع، فالمرأة تسهم في النهوض. وترى مريم أننا في «زمن بدأت فيه المدارس الفنية بالتلاشي، وأن الفن تجاوز هذه المرحلة كثيراً، الفن المعاصر بلا مدرسة، فالمدارس والأساليب امتزجت ببعضها، وعلى الفنان أن يركب مكونات خلطته الخاصة، معتبرة أن المرأة تميل إلى التعبير عن الإنسانيات، وهذا مناسب جداً لطبيعتها العاطفية، وهي بلا شك تستطيع أن تعبر عن ذاتها بصدق وعمق أكثر من الرجل، الذي ينظر لها ويرسمها من الخارج، فلا أحد يدرك مكنونات المرأة أكثر من المرأة نفسها. وعن ولادتها الفنية، أكدت مريم أنها لم تدخل الساحة الفنية إلا من قرابة العامين، لكنها استطاعت أن تُكوِّن بصمتها الخاصة، ولها مشاركات على المستوى الداخلي، وحصلت مؤخراً على المركز الثالث في مسابقة فنانة الوزارة، التي نظمتها وزارة التربية والتعليم لمنسوباتها خلال مهرجان الجنادرية الأخير، وتستعد لمشاركات قريبة في الرياضوجدة، وتخطط حالياً لإقامة معرض شخصي.