يترك لون «شادن» إذا طاله قلم طاهر ويجعله يتموسق حتى يوشك أن يفقد الوظيفة المنطقية لشيء جمالي هو في الحقيقة فن بديع، ومن ذلك نلمح الشيء الشاعري الذي هو في الحقيقة شيء غامض. «شادن» فنانة على درجة من الفكر والوعي بدور الفن في المجتمع، وأهميته في إشاعة الذوق والإحساس بالجمال، ودور الفنان وشرف الرسالة التي يحملها نحو الرقي بمجتمعه، ونظراً لحرصها على التزود بالعلم، والوصول إلى أعلى درجاته، ليقينها أن الفن التشكيلي لا يقتصر على الأدوات المعروفة كالفرشاة واللون وغيرها، بل يتجاوزه إلى عقل ذي مخيلة واسعة جداً تميز الفنان عن غيره، في قدرته على رسم لوحة من واقع الحياة التي يعيشها، وقد تميزت الفنانة بروح تشكيلية فريدة من نوعها، وأن ما طرحته من أعمال في مسيرتها الفنية خير دليل على مقدرتها ووعيها الفني، والذي تتمتع به على أعلى درجات الفن التشكيلي، ولكن لا ننسى أنها في عمر مبكر تحتاج إلى وقفة من الزمن أن تتأمل في أعمالها، الآن تعرف فارق السن المبكر ولكن لا ننسى أو نتجاهل كبرياء المعرفة على كل حال، ولذلك يتموسق عندها جماليات الشعر ومزجه باللون، الذي هو عبارة عن إحساس وتكوين جمالي، «مكان بلا زمان وزمان بلا مكان» عمل إبداعي راق ورفيع المستوى يميزه توظيف المساحة الإبداعية عندها، ما بين جمال اللون وتدرج جديد في التجديد، فإننا لا نملك إلا أن نتحسس نقاوة هذا اللون الذي يتموسق بتجديد شديد، ولا نفهم كيف للمعطى أن يتصدى لدرجة الإيقاعات أو الخشونة الواقعية التي تظهر كعلامات بصرية وتكون أشكالاً جماعية جميلة التشكيل لدى الكلمة الوسطية وذلك ليس ببعيد على الفنانة المتميزة القديرة وهي تستخدم بادراكها صبغة هذا الجمال، فهي لغة إبداعية في الرسم بمجموعة من الأعمال الفنية التي تبهر المشاهد، حيث إنها تداهم حقيقة النقد بمعيار الثقافة العريقة، وهي أعمال إبداعية من الناحية الشعرية والنقدية ما يمنح اللون ايقاعات مسلية، تحس شاعريتها وخشونتها وحلاوتها وحرارتها وبرودتها البديعة، ما يذكرني بأصول الفن وتطلعاته الخاصة فإذا لم يوجد الرسم يولد جزء من نص شعري له، ومن هنا أن الفنانة «شادن» تعتقد أن هناك أرضاً مشتركة بين الأدب والفن، مما جعلها تستطيع أن تنتج لوحة جمالية أقرب في وصفها إلى الشعر، وقد أوحى لها هذا الحضور الثقافي والفني مع الوعي الفكري وتفردها بأعمالها الفنية، وتطرح أعمالها صبغة نستفيد فيها بما تحققه من إنجازات في مسيرتها الفنية ضمن صيغ، تعاملت فيها مع اللون والتكوين ومعطيات الصورة بشكل جمالي بديع يصف واقع الحياة. بصمتها المتميزة جعلت منها اسماً تجاوز كل الخطوط الأساسية، بل وشكلت في قرارات نفسها أن الفكر الفني بإمكانه أن يجدد على المسارات البشرية، وليست الكلمة وحدها هي عنصر تأثيرها الوحيد بل هناك اللون والفكرة والتناول وهناك أيضاً وسائل التعبير الحسية التي تؤجج في داخلها الانفعالات. وهي وإن كانت تصنع الواقع بفرشاتها فهي تؤمن انه هو الغاية التي تشكل بها الفنانة تعبيراتها الفنية الرائعة وفي واقع الأمر أيضاً لسانها الناطق بصمت وهو دلالة راقية وأسلوب رائع للتعبير ونقف عند الشاطئ نتأمل أعمال الفنانة «شادن» مكان بلا زمان وزمان بلا مكان. الجدير بالذكر أن معرض التشكيلية شادن التويجري افتتح يوم الاثنين الماضي على شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالبهو الرئيسي بمركز الخزامى بالرياض.