كشف مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية في المنطقة الشرقية المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، أن عدد الملفات الموجودة حالياً في مستشفيات الأمل بلغ 68000 ملف، مشيراً إلى أن نسبة إشغال الأسرّة ارتفعت في الأعوام الأخيرة إلى 100 في المئة. وذكر خلال ورشة عمل، نظمتها الجمعية الوطنية للوقاية من المخدرات (وقاية) بعنوان «المخدرات والشباب في المجتمع السعودي» في فندق «هوليدي إن» في الرياض أمس، أن عدد مدمني المواد المخدرة في مجمعات الأمل كافة بلغ 8533 شخصاً، وفي الدمام فقط 1616 شخصاً مدمناً على الكبتاغون، و666 مدمناً على الحشيش. وأشار في ورقته «تعاطي المخدرات... الآثار الجسدية والنفسية» إلى أن الإدمان لا يقتصر على المخدرات فقط، بل يوجد إدمان على الانترنت والجنس والكومبيوتر، مشيراً إلى عدم وجود إحصاءات دقيقة عن نسبة الإدمان في السعودية، لكنه شدد على أن معدلات انتشار المخدرات في دول مجلس التعاون الخليجي في ازدياد مستمر، يرافقها ازدياد في الأمراض الجسدية والحالات النفسية، مثل الايدز وفيروس الكبد والذهان، وذلك نتيجة للتعاطي. ولفت إلى أن 88 في المئة من المدمنين تعاطوا للمرة الاولى بسبب الأصدقاء، وأفادت الدراسات بأن كل مدمن يتسبب في إدمان 17 شخصاً آخر. وأوضح مساعد المدير العام للمديرية العامة لمكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله الشريف، أن السعودية تعتبر من أكثر دول العالم ضبطاً للكبتاغون، بحسب تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، بمعدل 28 في المئة من الضبطيات العالمية، تليها تركيا. وأضاف أن الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها المديرية العامة لمكافحة المخدرات الجديدة تتمثل في نقل من وقعوا في الإدمان قسراً، والتعاون مع المصحات العلاجية، وإدخالهم برامج الرعاية اللاحقة، إضافة إلى تنظيم 97 دورة تدريبية إلى ضباط الجهات المعنية والمرشدين الطلابيين في إدارات التربية والتعليم، لافتاً إلى أنه تم تمكين 110 متعافين من أداء فريضة الحج العام الماضي. وذكر الشريف ل«الحياة»، أن المديرية ستنظم بتوجيه من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف، لقاءً ل20 قاضياً من جميع محاكم المملكة، لاطلاعهم على أنواع المخدرات وأصنافها، والوسائل التي يستخدمها المروجون في تهريب المواد المخدرة إلى البلاد، لتعينهم على إصدار الأحكام الشرعية ضدهم. وأكد الانتهاء من إنتاج فيلم تلفزيوني توعوي، مشيراً إلى أنه سيوزع على الوسائل الإعلامية بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات. وتطرق إلى أن ورشة عمل علمية لمديري الشؤون الوقائية في أجهزة مكافحة المخدرات في المحافظات كافة ستقام نهاية الشهر الجاري، وستقدم فيها أوراق عمل تتضمن قضية المخدرات على المستوى المحلي والإقليمي، وأفضل البرامج التي يمكن تنفيذها مستقبلاً. ودعا أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله الرشود في ورقة عمل عن «تفعيل دور المرشد الطلابي» إلى علاج المدمنين عن طريق اختصاصيين ممارسين لهم دراية بحالات الإدمان وأعراضه، مؤكداً أن هذا ما تفتقده مدارس البنات، مشدداً على أهمية تكوين جماعات للنشاط المدرسي. وذكر أن 51 في المئة من المدمنين المتعافين يعودون إلى إدمانهم. وطالب عدد من اسر المدمنين بإيجاد أسرّة لاستقبال المرضى، لأن عدداً من الجهات ترفض استقبالهم، ما يجعلهم خطراً يهدد المجتمع.