كشف المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام الدكتور محمد الزهراني، عن استقبال المجمع ل1556 حالة إدمان مخدرات خلال العام الماضي، منها ثماني حالات لإناث. بزيادة حالة واحدة عن العام الذي سبقه، و38 حالة على صعيد الذكور، فيما بلغت حالات الخروج خلال العام الماضي، 1569 حالةومراجعي العيادات الخارجية 5416 حالة، وحالات الدخول لغير السعوديين (مواطني دول مجلس التعاون) 140 حالة، وحالات الخروج لغير السعوديين 135 حالة. ولم يكشف الزهراني، في تصريحه إلى «الحياة»، عن إحصاءات دخول القصر المدمنين للمخدرات إلى المجمع، مبيناً أنه «لا يوجد إحصاء لعددهم، لكونهم يراجعون العيادات الخارجية، ولا ينوّمون في المجمع»، مشيراً إلى أن عددهم «يتراوح بين أربع وخمس حالات كل شهرين، أعمارهم تتراوح بين 15 و18 سنة. ولم تصلنا حالات لأعمار أقل». وأعلن الزهراني في تصريح سابق ل «الحياة»، عن اعتزامهم افتتاح عيادة خاصة بالقصَّر، «مٌجهزة بستة أسِرَّة، يُشرف عليها أطباء مختصون»، لافتاً إلى أن القُصر «لا يصلون إلى مرحلة الإدمان، بمعنى الكلمة». وبرر افتتاح العيادة «المُستقلة»، بأن «المدمنين دون ال18، لا يجب تنويمهم في المستشفى، لتفادي اختلاطهم مع المدمنين الكبار، كي لا يتم تعليمهم أنواعاً جديدة من المخدرات، أو طرق تعاطي جديدة، لذا تتم معالجتهم ضمن مواعيد مُجدولة، في العيادات الخارجية. كما أن الأعراض التي يُصاب بها المدمنون الأطفال أقل بكثير مما يعاني منه الكبار، لأن إدمانهم نتيجة سوء استخدام أدوية علاجية، لمرة أو مرتين في الأسبوع، فلو تركها الطفل؛ لن تظهر عليه آثار انسحاب المادة المُخدرة، مثل الحشيش، أو «الكبتاغون». واستعرض مدير مجمع الأمل في تصريحه الأخير ل «الحياة»، أهم أسباب إدمان القصر، ذكوراً وإناثاً، وأهمها «الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية». ولفت إلى أن «المشكلات الأسرية، من تفكك، وطلاق، أو غياب أحد الأبوين، لأسباب متعددة، وتعرض الأبناء للإساءة، سواء النفسية، أو الجسدية، أو الجنسية، أو حتى العاطفية، أو الحرمان العاطفي، أو إدمان أحد الأبوين، أو كليهما، وغيرها من الأسباب». وعن أصعب الحالات التي يواجهوها قال: «تختلف حالات علاج الإدمان من حالة إلى أخرى»، مبيناً أن «صعوبة العلاج تعتمد اعتماداً كلياً على نوع المادة المخدرة التي يتعاطاها المريض، ومدة إدمانها». وعن تعاون الأسر في علاج أبنائهم المدمنين، ذكر أنه «يتملك بعض الأسر حالة من الإنكار، وعدم تقبل الأمر الواقع، ما يجعلهم يمتنعون عن تقديم الحالة لطلب العلاج، على رغم معرفتهم لمعاناته، ومدى حاجته للعلاج». وأضاف «تعتقد بعض الأسر أن حالة الإنكار قد تريحهم، وترفع عن عاتقهم حمل مسؤولية إدمان أبنائهم المخدرات، وهذا مفهوم خاطئ». وأشار الزهراني، إلى أهم معوقات علاج المدمنين ممن هم دون ال18، «عدم تعاون الأهل في البرامج العلاجية المقدمة، وعدم متابعتهم لأبنائهم، إضافة إلى الافتقار إلى آلية متابعة هذه الحالات بعد مغادرتها المجمع، وعدم وجود برامج توعية جادة على مستوى المدرسة، للتعريف بخطورة الإدمان». المدمن «إنسان واهن وعاجز»