كشف اختصاصي الطب النفسي في مجمع مستشفى الأمل الدكتور مصطفى شديد أن 40 في المئة من المنومين في المستشفى يعانون اضطرابات نفسية بسبب تعاطي المخدرات، وأن تنويم المدمن داخل المستشفى لا يتجاوز شهراً في حال أحضر عن طريق الأسر، و15 يوماً في حال حضوره شخصياً، مشيراً إلى أن هذا لا يعني أن مرحلة العلاج انتهت. وأوضح خلال ورقة عمل «المواد المخدرة وأضرارها الصحية» في الملتقى السابع للمرشدات الطلابيات والمشرفات التربويات، الذي نظمه مجمع الأمل بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض في مدارس المملكة أمس، أن المخدرات أكثر المسببات للاضطرابات النفسية بسبب تأثيرها في خلايا المخ، لافتاً إلى أن مادة الهيروين مثلاً تسبب اضطرابات ذهنية عقلية، بينما الكبتاغون يؤثر في العقل مباشرة. من جانبها، ذكرت مديرة إدارة الصحة المدرسية الأستاذة حصة الفارس أن التجربة العلمية أثبتت أن المعالجة الأمنية وحدها لمكافحة المخدرات غير مجدية، ما يستلزم أن تكون الوقاية من الإدمان مسؤولية المجتمع ككل، وقالت: «بزيادة إقبال الشباب على تعاطي المواد المخدرة، لم يعد الأمر مقتصراً على مجرد حالات فردية يمكن التعامل معها، من خلال المنظور الفردي سواء بالعلاج الطبي أو الجنائي، بل تحول الأمر إلى مشكلة مجتمعية لها أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية والدينية والتربوية والثقافية، وبالتالي فهي تدخل في نطاق اهتمام معظم أجهزة الدولة ومؤسساتها». ولفت الاختصاصي الاجتماعي في مجمع الأمل بدر المطيري في ورقة عمل «أهمية التدخل المبكر والوقاية» إلى أن نسبة الفتيات المدمنات قليلة جداً داخل المستشفى والحالات الناتجة أسبابها مشكلات واضطرابات وتفكك أسري، وأن المملكة أقل النسب عالمياً لتعاطي المخدرات، بينما شدد محمد الشهري من إدارة التوجيه والإرشاد بوزارة التربية، على ضرورة تعديل المفاهيم والأفكار الخاطئة لدى الطالبات لترشيدهن بخطورة المخدرات، ويجب أن تتعامل المرشدة مع الطالبة على طريقة عمل «السندويتش» لتنجح في العمل الوقائي، ولا تضع الطالبة داخل دائرة الاتهام، وإسقاط اللوم عليها. يذكر أن الملتقى حضره في يومه الأول أكثر من 600 مرشدة طلابية ومشرفة تربوية من جميع المراحل التعليمية ومنسوبات المدارس والإدارات النسائية، كما يحاضر في الملتقى استشاريون في الطب النفسي من مجمع الأمل وأساتذة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ووزارة الشؤون الاجتماعية، ويناقش تعاطي المواد المخدرة وأضرارها الصحية والخلافات الأسرية وأثرها في الطالبات، ويستمر لمدة خمسة أيام.